استقالة أمين الكرمة الملغومة تهز أولمبيك آسفي وتفضح تدبير الحيداوي الانفرادي للفريق!

هبة زووم – طه المنفلوطي
في مفارقة مؤلمة، غادر المدرب أمين الكرمة العارضة التقنية لفريق أولمبيك آسفي بعد أشهر قليلة من قيادته النادي إلى أكبر إنجاز في تاريخه الحديث — التتويج بكأس العرش.
لكن هذه “الاستقالة” التي وُصفت بالهادئة، تخفي وراءها فصولًا من الضغوط والرسائل غير المعلنة التي دفعت الرجل إلى الانسحاب “المحسوب”، في مشهد يُشبه أكثر ما يكون استقالة ملغومة أُريد منها إسكات صوت النجاح بدل دعمه.
الكرمة، الذي حوّل فريقه إلى ملحمة جماعية أذهلت المغاربة، لم يصمد أمام العراقيل الخفية التي بدأت تلاحقه منذ نهاية الموسم الماضي.
مصادر متطابقة تؤكد أن المدرب وجد نفسه أمام تضييقات ميدانية وإدارية، وضغوط نفسية متواصلة دفعته في النهاية إلى “تقديم استقالة صورية”، ليتجنب الاصطدام المباشر مع دوائر القرار داخل النادي.
الشارع الآسفي يتحدث اليوم عن “شبكة” من المصالح المتداخلة والرسائل المشفرة، التي وصلت حتى إلى رئيس النادي محمد الحيداوي عقب الفوز بالكأس، في إشارة إلى أن التتويج التاريخي لم يُرضِ الجميع داخل وخارج أسوار الفريق.
في الكواليس، يتصاعد الجدل حول ما يُوصف بـ التسيير العشوائي للموارد المالية، وسط حديث متكرر عن تأخر صرف منح ومستحقات عدد من اللاعبين، ما أدى إلى تململٍ في صفوف المجموعة واستعداد بعضهم للرحيل خلال الأيام المقبلة.
إضافة إلى ذلك، أكدت مصادر أن المهدي الورادي، أحد الموظفين الديناميكيين داخل الإدارة، كان قد قدّم هو الآخر استقالته في ظروف غامضة، دون أي توضيح رسمي، في وقت تتزايد فيه الشكوك حول غياب الانسجام بين مختلف مكونات الفريق.
من جانبه، انسحب الناطق الرسمي السابق، الصحفي المقتدر عبد الرحيم الفلكي، بهدوء من مهامه، في خطوة فسّرها كثيرون على أنها احتجاج على طريقة التواصل والتدبير داخل النادي.
كما يجري تداول استقالات في الظل لعدد من أعضاء المكتب المسير، رفضًا لما يصفونه بالقرارات الانفرادية، وغياب الشفافية في تدبير شؤون الفريق.
الأغرب أن موعد الجمع العام للفريق ما يزال مجهولًا، رغم اقتراب نهاية الفترة القانونية، في مؤشر على غياب الرؤية الإدارية وارتباك واضح في ترتيب الأولويات.
جماهير الفريق، التي لطالما ساندت أبناءها في السراء والضراء، لم تعد تخفي غضبها من الصمت الإداري، وتطالب اليوم بكشف الحقائق كاملة، وإعادة الاعتبار لكل من خدم النادي بإخلاص.
فالكرمة الذي صنع المجد، رحل بصمت، لكن الأسئلة الثقيلة التي تركها ستبقى معلقة: من يقف وراء هذه الإزاحة؟ ولماذا يُدار نادٍ بتاريخ أولمبيك آسفي بمنطق الغرف المغلقة؟ وهل يسير الفريق نحو مستقبل غامض بعد أن كان رمزًا للفخر والانتصار؟

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد