هبة زووم – الدار البيضاء
في العاصمة الاقتصادية للمغرب، يبدو أن السياسة قد تحولت إلى سوق للنخاسة السياسي، حيث تُستبدل المبادئ والمواقف بالمكاسب المالية والصفقات السرية.
المشهد العام يشير إلى أن بعض الفاعلين السياسيين أصبحوا يمثلون أدوار الشرفاء أمام الإعلام والجمهور، بينما الحقيقة مختلفة تماماً خلف الكواليس.
هؤلاء الفاعلون لا يمكن وصفهم بالسياسيين بالمعنى التقليدي، بل هم محترفون يتقنون فن التمثيل السياسي، يجيدون تقديم أنفسهم كمدافعين عن المصلحة العامة، لكن بمجرد انتهاء كاميرات الإعلام، يعودون إلى ممارسة أعمالهم الحقيقية التي تتجاوز المبادئ والأخلاق.
وخلال الاستحقاقات الانتخابية، يتحول المشهد إلى سوق للنخاسة السياسية: التزكيات تُباع وتُشترى كما تُباع السلع في الأسواق، وكل مرشح يسعى للحصول على دعم من الأقوى نفوذاً، أو عليه دفع أموال طائلة لضمان موقعه.
المال السياسي، الذي يُروج له كعنصر مشروع لدعم الحملات، في الحقيقة أداة لإدامة شبكات المصالح الخاصة، بعيداً عن خدمة المواطنين أو تعزيز الديمقراطية.
في هذا السياق، تتحول الحملات الانتخابية إلى عروض فنية: أضواء، شعارات، أناشيد، وزغاريد، ووعود تُقدم على طبقٍ بارد، لكنها تذوب بعد الانتخابات كما يذوب الجليد تحت الشمس.
المواطنون، بدورهم، يشاهدون المشهد وكأنه مسرحية كوميدية سوداء، بينما الفاعلون الحقيقيون يواصلون استغلال النفوذ لصالح مصالحهم الشخصية.
وتطرح هذه الظاهرة أسئلة جوهرية حول مستقبل الديمقراطية والنزاهة في العاصمة الاقتصادية، ومدى قدرة المؤسسات على فرض الشفافية والحد من النفوذ المالي غير المشروع الذي أصبح يهيمن على السياسة المحلية.
تعليقات الزوار