هبة زووم – عبدالعالي حسون
انتهى ديربي الدار البيضاء بين الغريمين التقليديين الرجاء الرياضي والوداد الرياضي بنتيجة سلبية جديدة، بلا أهداف ولا فوارق، لتبقى الحكاية ذاتها تتكرر: مباراة بلا غالب ولا مغلوب، وجماهير تخرج بخيبة أمل كبيرة.
منذ صافرة البداية، بدا أن السيناريو مكتوب سلفًا؛ فالدخان الكثيف الذي غطّى أجواء المركب لم يكن سوى رمزًا لما عرفه اللقاء من ضبابية فنية وغياب واضح للإبداع. الشوط الأول مرّ في صمت، بلا فرص حقيقية ولا اندفاع هجومي، وكأن الفريقين اختارا الحذر بدل المخاطرة، والانتظار بدل المبادرة.
في الشوط الثاني، حاولت بعض الأقدام كسر الجمود بمحاولات محتشمة، لكن الإيقاع ظلّ بطيئًا واللمسة الأخيرة ضائعة، فبدا الديربي وكأنه تمرين ودي أكثر منه صراع كبرياء بين عملاقي العاصمة الاقتصادية.
تعادل جديد يُضاف إلى سجل المواجهات الأخيرة بين القطبين، لكنه هذه المرة يعكس واقعًا مقلقًا في كرة القدم البيضاوية، حيث تراجع الحماس، وغيبت المتعة، وتبددت روح التنافس التي طالما صنعت سحر الديربيات المغربية.
ويبقى السؤال معلقًا في أذهان الجماهير: هل انتهى زمن الديربي المشتعل؟ أم أن الرجاء والوداد يمران معًا بمرحلة ضياع فني تحتاج إلى ثورة في الفكر والروح قبل الأسماء؟
