أفعلا رحلت؟

ليلى البصري

أفعلا رحلت؟

لست أصدق…
بل لست أستوعب.

لقد لفت الأرض حول نفسها أضعاف المرات المفترضة عند رحيلك.

 

أو على الأقل، حين جاءني خبر رحيلك…

أرحلت فعلا و أنت تعلم جيدا أن لا بديل و لا مثيل لك، و أننا سنفتقدك و نفتقد طهارتك و نقاءك الطفوليين، سنفتقد صبرك و صدقك و عفويتك و روحك الطيبة المتسامحة التي لم تحمل يوما ضغينة و لا حقدا لأحد

 

رغم كثرة من ظلموك و عاملوك بما لا تستحق أيها الأخ الحبيب…

أرحلت فعلا؟

لست أصدق و لا عقلي يستوعب…

أرحلت فعلا و أنت تعلم جيدا أنني برحيلك سأفقد الأخ و الصديق و المعلم و المستشار…؟

سأفقد اخر من جعلني أؤمن أن الدنيا لا تزال بخير، و أن ليس بالضرورة أن يكون أخاك فقط، من ولدته أمك…

أرحلت رغم علمك بأنك ستترك فراغا في حياة كل من قاربوك أو عاشروك، و أن برحيلك تأخذ جزءا كبيرا من كل واحد منا؟

لقد ادركت و استوعبت الان أنك فعلا فعلتها و رحلت، فقهوتي الصباحية لم يعد لها طعم، و لا الجلوس أمام الحاسوب صار يغريني…
و أصبحت الدنيا سرابا…
فتساوى عندي الموت و الحياة…

رحلت من الدنيا لكنك دفنت في قلوبنا للابد، سنظل نذكرك و نتذكرك و ندعو لك بالرحمة ما دامت اجسادنا بها روح…
فارحل بسلام أيها الأخ الحبيب و لك جنة الخلد إن شاء الله بغير حساب و لا سابقة عذاب برحمة أرحم الراحمين.

(( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ))

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد