هبة زووم – محمد خطاري
استقبلت الأسر المغربية شهر رمضان المبارك الذي مر منه أكثر من النصف، من خلال وضع آخر اللمسات والترتيبات، وهي من أوجه التقاليد المغربية العريقة التي تخص بها الأسر شهر الصيام.. وتعكس اللمسات التي يعيش فيها ساكنة مكناس شهر رمضان، مدى ارتباطهم بتقاليد الأسلاف الراسخة في ذاكرتهم.
وإذا كانت هذه التقاليد تختلف قليلا من جهة إلى أخرى، فإن الطقوس في رمضان لها نفس الأهداف بحماس وورع.. لكن، في الجهة الأخرى التي سيطر فيها الجشع واللهث وراء كسب المال بمختلف الطرق ولو على مكتسبات دينية، اختار ما يسمون أنفسهم مستثمرون ومقاولون تحويل مرافق يملكونها أو يكترونها إلى بارات وديسكوات تمارس فيها هز البطن.
عدسة هبة زووم تتجه صوب إقليم مكناس وبالضبط العاصمة الإسماعلية، حيث تتحول بعض المرافق وباحات الاستراحة والمركبات السياحية بقدرة قادر من تقديم خدماتها اليومية العادية إلى فضاء يستقبل عشاق الشيشة والموسيقى الصاخبة واستهلاك المخدرات على قلتها، حيث تتأثث بتجهيزات موسيقية تجعل أصواتها المزعجة تختلط بتلاوة القرآن أثناء صلاة التراويح، خاصة بالنسبة للمرافق المجاورة للمساجد والأحياء السكنية كما هو الحال لأحد باحات الاستراحة.
وتطلق هذه الأماكن العنان لصخب الكمان (الجرة) مباشرة بعد الإفطار رغم تموقعها قرب مسجد تقصده مئات العائلات المجاورة، لتصبح قبلة تستهوي مجموعة من الشبان والشابات الفارين من المراقبة الأسرية والأمنية لاستراق لحظات من النشوة على موسيقى صاخبة ودخان الرجيلة (الشيشة) لتتطور في مجموعة من الحالات إلى استراق لحظات من المتعة الجنسية إما داخل المركبات بموقف السيارات أو بمحيط نفس المرفق مستغلين غياب الإنارة وعتمة الظلام الدامس.
إن قيام المرافق السالفة للذكر بإحياء سهرات فنية صاخبة في قلب الشهر الفضيل، وتزايدها بشكل رهيب في ظل غياب المراقبة والمساءلة لأسباب مريبة، يدفع طاقم هبة زووم لدق ناقوس الخطر أمام عامل إقليم مكناس الصبار باعتباره ممثل صاحب الجلالة على تراب الإقليم والساهر على تطبيق القانون، لإعطاء تعليماته لممثليه بداخل المدار الحضري وخارجه والتنسيق مع الأجهزة الأمنية من أمن وطني ودرك ملكي لوقف الاستهتار بالشعائر والمرافق الدينية وفرض احترام القانون وتوفير الراحة للمواطنين على اعتبارها حق وليست امتياز، لأن كل المرافق السالفة للذكر لا تتوفر على ترخيص لإقامة هذه السهرات الماجنة وقيامهم بالأفعال المذكورة يجعل المواطنين يكونون أفكارا حول وجود تواطئات وتستر مسؤولين عن الممارسات السالفة للذكر لأسباب يعلمها العام والخاص.

تعليقات الزوار