صرخة الجمهور المكناسي تضع منتخبي مكناس أمام مسؤولياتهم والعامل الصبار مدعو لأخذ زمام المبادرة

هبة زووم – محمد خطاري
في مشهد يعكس عمق الأزمة التي تعيشها مدينة مكناس، رفع جمهور النادي المكناسي شعارًا يحمل في طياته الكثير من المعاني والدلالات.
شعار “الصهريج بلا ماء، الشوارع مظلامة، وباب منصور خنقاتو الكمامة” لم يكن مجرد هتاف عابر في مدرجات الملعب، بل كان صرخة مدوية تعبر عن حالة الاستياء العام من الأوضاع المتردية التي تشهدها المدينة.
فالصهريج الذي كان رمزاً للحياة، أصبح الآن يرمز إلى الجفاف واللامبالاة، أما باب منصور، فبدلاً من أن يكون واجهة المدينة، أصبح يختنق تحت وطأة الإهمال، هذه المشاهد، التي كانت يوماً ما بعيدة عن الخيال، أصبحت اليوم واقعاً يعيشه سكان مكناس، الذين يرفعون صوتهم عاليا مطالبين بحقهم في حياة كريمة.
فصرخة جمهور النادي المكناسي، لم تأتي من فراغ، فمعلوم أن مجلس مدينة مكناس كان ولا يزال يعيش على وقع عبث غير مسبوق، خصوصا بعدما تخلف منتخبوه عن الهدف الذي دعا إليه عاهل البلاد وهو خدمة والسهر على مصالح المواطن.
وحيث أن مجلس جماعة مكناس ومن وراءه سلطات الوصاية قد تخلوا عن قيامهم بهذه المهمة، فإنهم يبقوا عديمي الجدوى، بل بلا مبرر لوجودهم أصلا.. فأين هؤلاء من تعليمات جلالة الملك التي تعتبر تدبير شؤون المواطنين، وخدمة مصالحهم، مسؤولية وطنية وأمانة أخلاقية جسيمة، لا تقبل التهاون ولا التأخير في تنفيذها على أرض الواقع؟
فبنظرة سريعة لصهريج الصواني أو باب منصور الذي التحف الخمار أو الكمامة على رأي جمهور النادي المكناسي العزيز أو لشوارع العاصمة الاسماعيلية التي أصبحت تبكي على حالها ستكون كافية لكل من يعاني نقصا في منسوب الوطنية، وتعري على عورات تجار المآسي والأزمات ممن ينتصرون للفساد، سواء بإرادتهم الذاتية التي تحركها منافُعهم التفكيرية والمتخيلة البغيضة، أو مُجبرين على ذلك بدافع القوى الخفية المُحركة لأهوائهم المتدفقة ولإراداتهم الهشّة، غير مدركين، أنهم بذلك يقفون ضدّ الوطن، وضدّ الإنسان.
يتأثر المشهد السياسي المحلي المكناسي بهاجس كله ريبة وغموض حول مستقبل مدينة يجمع الكل على أنه قاتم، رغم حرص الأغلبية الجديدة على إكمال الأوراش التي فتحها سابقوهم في وجود صعوبات مرتبطة بغياب الكفاءات الإدارية القادرة على تنزيلها على أرض الواقع حسب عزم قادتها.
اليوم يمكن أن نقول بكل أريحية أن العبث السياسي الذي يمارسه بعض مسؤولي مكناس قد أصبح نهجا وثقافة لغالبيتهم، بل قد يتأثر به الجيل الجديد من الشباب، الذين يعتقدون بهذه الممارسة أن هذا هو النوع الصحيح عبر تقمص دور الحرباء، التي تتلون بطيف كل الأجسام المحيطة بها، ما ينتج حالة من الفوضى العامة غير مسبوقة.
الأكيد أن استمرار هذا النهج يضع المدينة أمام سيناريو قد يهدد استقرار نسيجها، على اعتبار أن القفز على القوانين وتجاوز المؤسسات الدستورية لا يضر فقط بالمؤسسات، بل يفتح الباب أمام أزمات سياسية قد تؤثر سلبًا على التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
تعالت اليوم، وبعد صرخة الجمهور النادي المكناسي، دعوات لتدخل عامل مدينة مكناس، عبد الغني الصبار، كسلطة وصاية، لتصحيح الأخطاء المرتكبة خلال الفترة الانتدابية الحالية للمجلس الجماعي لمدينة مكناس سواء في صيغتة القديمة أو الجديدة، وهو ما يؤشر بكل وضوح على عمق الأزمة التي تعيشها مدينة مكناس في عهد نخبة سياسة اختارت مصالحها الخاصة قبل مصلحة الساكنة.
فلا يظنن اليوم أحد من مسؤولي المدينة من العامل الصبار إلى آخر منتخب بالمدينة على أن صرخة الجمهور المكناسي قد جاءت من فراغ أو حبا في إفراغ شحنة عاطفية، بل هي صرخة كل الساكنة اختار الجمهور المكناسي أن يوصلها إلى كل ضمير حي أو عقل سليم بهذه المدينة عله يستيقظ قبل فوات الآوان، لأن ما يقع الآن في الجوار قد يطل برأسه عندنا، ولا ينفع عندئد الندم؟؟؟
فهذه الأزمة، التي تجلت في تدهور الخدمات، وغياب التخطيط العمراني، وتفاقم المشاكل الاجتماعية، أصبحت تشكل تهديداً حقيقياً لمستقبل المدينة وطموحاتها.
وأمام هذه الوضعية الصعبة، يقع على عاتق عامل مكناس، عبد الغني الصبار، مسؤولية كبيرة في إيجاد حلول جذرية للأزمة، حيث يتوقع منه التدخل لتصحيح الأخطاء التي ارتكبت خلال الفترة السابقة، وإعادة الأمور إلى نصابها.
كما يتعين عليه فتح تحقيق في شبهات الفساد ومحاسبة المتورطين، وتفعيل دور المؤسسات المحلية، وتعزيز الشفافية والمحاسبة، وإتمام المشاريع المتوقفة وإطلاق مشاريع تنموية جديدة تساهم في النهوض بالمدينة، لاستعادة ثقة المواطنين في المؤسسات المحلية.
وفي الأخير سنقولها لكم بكل وضوح، ساكنة مدينة مكناس قد ملت وعودكم وعبثكم وتلاعبكم وخصومتكم وصراعاتكم، وعليكم أن تعوا ذلك جيداً، فالمواطنون ليسوا سذجا لتتلاعبوا بحقوقهم ومشاعرهم ومقدرات وطنهم، فحكموا عقولكم قبل فوات الأوان، فساكنة مكناس تريد اليوم مسؤولين يحكمون ما تبقى من ضميرهم ويحترمون أنفسهم، فهل ستعودون لرشدكم قبل فوات الأوان؟؟؟

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد