هبة زووم – محمد خطاري
نحن الذين نعيش في مدينة أزيلال طول فصول السنة نعاني من زواج قسري مع الأزمات خلال فترة تقليد العامل عطفاوي زمام أمور العمالة، حيث أصبحت حياتنا عبارة عن جملة من مظاهر القرون الوسطى المتنوعة التي لا نهاية لها بدءا من البطالة المتفشية وصولا إلى الخدمات الإجتماعية المتردية التي لا حصر لها صعودا إلى انعدام مرافق ترفيهية نزولا الى غياب أبسط حقوق الإنسان من صحة وتعليم وشغل… وبين هذه المعضلة وتلك سوى تقبل المواطن المحلي جميع أنواع هذه الأزمات بحلوها ومرها لأنه لا حياة لمن تنادي، فآهات الساكنة لا تتجاوز حدود هذه الأسطر.
فحياتنا نحن معشر المواطنين ساكنة أزيلال عبارة عن متتالية ومصفوفة منظمة لأشكال غريبة الأطوار لا تمت بصلة لمدينة في القرن الواحد والعشرين.
فالمعاناة التي تواجه المواطن ساكن أزيلال أي نعم هي لا تقتل جسديا لكنها تقتل فكريا وعقليا وتبيد الثقة في المسؤولين ومؤسسات الدولة، وهذا أخطر كثيرا من القتل وإبادة المواطنين الأبرياء، لتتحول مدينتي إلى مقبرة لمواطنين أحياء.
انا لست متشائما، لكن قد أكون فردا من سرب مواطني المدينة المنسية، بار بمدينتي، استنشق رائحة أزيلال تذوقت طعم المغامرة والدفاع عن مدينتي منذ صغري، واشعر بنكهة الغيرة وأنا أشاهد مدن بالمملكة الشريفة في حجم مدينتي كانت بالأمس جماعات قروية، وكيف تحولت إلى مدن بتصميم حديث وراقي يواكب تطلعات القرن الواحد والعشرين في حين مدينتي تراجعت مكتسباتها.
فإلى متى ستستمر مدينتي عفوا مقبرتي العزيزة في حظها العاثر.. ومتى ينعتق إقليم أزيلال من تسيير العامل العطفاوي، الذي اختار إدخال الإقليم إلى قاعة انتظار لا شيء يتحرك فيها؟
afterheader desktop
afterheader desktop
after Header Mobile
after Header Mobile
تعليقات الزوار