afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

الغموض يلف مشاريع “منارة المتوسط” وهذه المشاريع أهم ما يشغل بال سكان الحسيمة

سمية النوري – الحسيمة
رغم انتهاء الأشغال بمجموعة من مشاريع “منارة المتوسط ” بإقليم الحسيمة، نظير المستشفى الإقليمي بجماعة آيت يوسف وعلي، والقرية الرياضية بجماعة آيت قمرة، والمسرح الكبير بمدينة الحسيمة، منذ مايقارب سنة، وتجهيزها، مازالت الأخيرة لم تفتح بعد أبوابها لتحقيق أهدافها واستقبال المرضى، والرياضيين، والفنانين.
ويتساءل العديد من المواطنين والمهتمين بالشأن المحلي بالمنطقة، عن الأسباب التي حالت دون انطلاق خدمات المستشفى الإقليمي للحسيمة، وعن الإجراءات والتدابير التي ستتخذها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لتسريع افتتاحه.
ورغم أن برنامج “الحسيمة: منارة المتوسط” كان أطاح بعدد من المسؤولين الوزاريين، على إثر ماعرف إعلاميا بـ”الزلزال السياسي”، بعد رصد اختلالات شابت مرحلتي إعداد وتنفيذ هذا البرنامج، فإن العديد من المواطنين مازالوا ينتظرون مبادرات ملكية من أجل افتتاح هذه المشاريع الكبرى في المنطقة.
ويتضمن هذا البرنامج إضافة إلى ماسلف ذكره، مشاريع أخرى تهم إعادة هيكلة البنية التحتية للإقليم من طرق ومسالك، وإنشاء محطة لتحلية المياه، وبناء سد وادي غيس، وتزويد الأحياء والمراكز القروية بالماء الصالح للشرب، ومشروع تطهير وتصفية المياه المستعملة وإعادة هيكلة الأحياء ناقصة التجهيز، وتأهيل المراكز القروية، وبناء مؤسسات تعليمية، وكلية متعددة التخصصات.
واعتبر مهتمون بالشأن العام المحلي، أن طريقة بلورة المشاريع المدرجة ضمن مشروع “المنارة ” رغم أهميتها، فإنها اتسمت بنوع من الانفرادية والارتجالية في بلورتها.
وأكد المهتمون أنفسهم أن هناك شبه إجماع من قبل المواطنين المحليين على أن نوعية المشاريع المدرجة ضمن مشروع “المنارة”، لا يمكن أن تغير شيئا في مسار التنمية المتعثرة بالريف منذ بزوغ فجر الاستقلال، مضيفين، أنه مع تراجع تحويلات الجالية المقيمة بالخارج، ومع تراجع القيمة السوقية لبيع نبتة “الكيف”، لاحظ الجميع كيف توقفت العجلة الاقتصادية بالمنطقة في ظل غياب البدائل.
وأوضحت بعض المصادر أن المشاريع المدرجة ضمن “المنارة” لا يمكنها احتواء أفواج العاطلين الذين تعج بهم المنطقة، إذ النقطة السلبية المسجلة على الأخيرة، أنها لم تحتو على مشاريع يمكن أن توفر فرص عمل للشباب، كتوجيه بعض الاستثمارات (الداخلية والأجنبية) نحو المنطقة، وإعطاء امتيازات ضريبية من أجل تشجيع المستثمرين على الاستثمار في المنطقة، خاصة في المنطقة الصناعية بآيث قمرة.
هيكل المسرح
يعتبر المسرح الكبير للحسيمة أحد المشاريع المهيلكة بالإقليم التي تضطلع بدور هام ومتميز في النهوض بالممارسة الفنية بمقاييس احترافية وإبراز الطاقات الإبداعية لأبناء وبنات الحسيمة في شتى المجالات الفنية والإبداعية.
ومن شأن هذه البنية الثقافية، التي أنجزت في إطار برنامج التنمية المجالية “الحسيمة: منارة المتوسط “، الذي أعطى انطلاقته الملك محمد السادس في أكتوبر من سنة 2015، الإسهام في الرقي بالعرض الثقافي.
وأنجز هذا الصرح الثقافي على مساحة إجمالية تناهز 7000 متر مربع بتكلفة مالية تناهز 74 مليون درهم، وفق أحدث المعايير المعمارية المعمول بها، حيث يتميز بجمالية خاصة وطراز معماري أصيل وفريد من نوعه.
وتضم هذه المعلمة معهدا موسيقيا ومرافق ثقافية عديدة من شأنها أن تشكل متنفسا حقيقيا لشباب الإقليم لإبراز طاقاتهم ومواهبهم الخلاقة، ومتنفسا للسكان للترويح عن النفس.
ويتخوف الحسيميون أن يصبح المسرح الكبير مجرد هيكل عمراني لا غير، خاصة بعد حجب كل المعلومات عن تاريخ افتتاحه، علما أن لجنا مختلطة عاينت المسرح في العديد من المناسبات غير أنها لم تحدد موعدا رسميا لافتتاحه.
وشدد أحد المتتبعين للشأن المحلي بالمدينة، أن وزارة الثقافة ووزارة الداخلية ورئيس الحكومة، مطالبون اليوم، بالتدخل لإعطاء أوامر لافتتاح مشاريع منارة المتوسط، على رأسها المسرح الكبير والمستشفى الإقليمي والقرية الرياضية.
ويجهل مسؤولون، أسباب تأخر افتتاح المسرح الكبير، فلا أحد يعلم سبب التأخير، رغم أنه يفترض أن يشكل القلب الثقافي النابض للحسيمة، إذ يعتبره المسؤولون أنفسهم أحد أهم المركبات الثقافية بالمغرب، حيث يمكنه أن يستقبل تظاهرات وعروضا ثقافية وفنية من الحجم الدولي على طول السنة.
المستشفى الجديد
يعيش إقليم الحسيمة حالة من الاستياء، جراء تأخر افتتاح المستشفى الإقليمي الجديد الذي شيد ضمن مشاريع برنامج “الحسيمة منارة المتوسط”، بغلاف مالي ناهز 20 مليار سنتيم، وأصبح جاهزا منذ أزيد من سنة.
ومنذ الإعلان عن جاهزية المستشفى الجديد، انتظر المواطنون بفارغ الصبر افتتاحه. وأبدت بعض المصادر تخوفها من أن يطول بعض تجهيزاته الصدأ وتتعرض للتلف، بسبب وجود المستشفى على واجهة البحر، مايثير قلقا في أوساط السكان حول جودة المعدات والخدمات التي سيقدمها للمواطنين.
وتطالب العديد من الفعاليات المدنية والسياسية والحقوقية بالمنطقة، المسؤولين بالإسراع في افتتاح المستشفى الإقليمي الجديد الكائن بتراب جماعة آيت يوسف وعلي، بهدف تخفيف الضغط على مستشفى محمد الخامس بمدينة الحسيمة، الذي بات يواجه صعوبات جمة في استيعاب عدد المرضى.
وعبر مهتمون بقطاع الصحة بالمنطقة، عن خيبة أملهم واستيائهم من التأخر الطويل، مؤكدين على أهمية الاستجابة السريعة لهذا الأمر لضمان توفير خدمات صحية وفعالة لجميع المواطنين.
بالمقابل، ورغم تشييد هذا المركز الاستشفائي الإقليمي بمواصفات حديثة، من شأنه تقريب العلاج من مواطني المنطقة وتلافي المشاكل التي يتعرضون لها عندما يضطرون للسفر والتنقل إلى المستشفيات الجامعية بفاس أووجدة لتلقي العلاجات الضرورية، فإن العديد من المهتمين يؤكدون أن ذلك قد يؤثر على بعض الخدمات والعلاجات التي سيقدمها هذا المرفق الاستشفائي، نظرا لتشييده خارج المدار الحضري، ماسيجد معه المرضى ومرافقوهم صعوبة في الولوج إليه.
النواة الجامعية
يتساءل العديد من المواطنين بإقليم الحسيمة عن مصير ومآل النواة الجامعية التي كان وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، محمد حصاد، كشف قبل ست سنوات عن بنائها في تجاوب مع مطالب سكان الريف، وتضم كلا من المدرسة العليا للتجارة والتسيير وكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية. وبات مصير إحداث هذه النواة بمنطقة آيت قمرة مجهولا، بعدما اختارت بعض الجهات الصمت تجاه هذا المشروع.
وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف الميراوي، كشف في وقت سابق عن إلغاء إحداث كلية متعددة التخصصات في منطقة آيت قمرة بإقليم الحسيمة، التي كانت مدرجة ضمن مشروع برنامج “الحسيمة منارة المتوسط”.
وقال إن هذا الأمر سيظل يطارده طوال فترة توليه الحكومة. وشدد الميراوي على أهمية بناء مؤسسات تعليمية كبرى توفر مأوى وتجارب حياتية بدلا من بناء الأنوية الجامعية. وكشفت مصادر أن المشروع تم إقراره سنة 2017، وتمت تعبئة العقار اللازم بالمنطقة سالفة الذكر، قبل ظهور معطيات جديدة باتت غير مفهومة ومبهمة.
وقال فاعلون إن إحداث النواة الجامعية بالحسيمة كان سيكون حلا لظاهرة الهدر الجامعي خاصة عند الفتيات، نتيجة ارتفاع عدد الحاصلين على شهادات الباكلويا في السنوات الأخيرة بالمدينة والإقليم، ومايتكبده هؤلاء الطلبة وأسرهم من مصاريف التنقلات والسفر والمعيشة بالمدن الجامعية كفاس وتطوان وطنجة ووجدة وسلوان، مايهدد حاملي شهادات الباكالوريا بالتفكير في التوقف عن الدراسة، مؤكدين أن الجامعة من أهم المرافق الحيوية التي ستساهم بشكل كبير في ترويج المنطقة ثقافيا وعلميا ومعرفيا، إضافة إلى تحريك عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة، كما أنه مطلب جماعي يندرج في إطار العدالة المجالية، نظرا لما تشهده مجموعة من الأقاليم القريبة من إحداث مرافق جامعية بها.
الملعب الكبير
أكدت بعض المصادر المهتمة بشؤون كرة القدم، أن الملعب الكبير بمنطقة آيت قمرة، لن يحتضن مباريات الأندية المحلية، التي مازالت تجرى بملعب ميمون العرصي بمدينة الحسيمة، باعتبار الأقسام التي تلعب فيها، وخوفا من تعرض تجهيزاته للإتلاف، مضيفة أن هذه المعلمة لن تحتضن سوى المباريات الدولية والقارية، أوبعض النهائيات.
ويأتي إحداث هذا الملعب في إطار محاولة المسؤولين وضع سياسة رياضية في مجال البنيات التحتية تهدف إلى تلبية حاجيات المنطقة، بما تفرضه حاجيات السكان من المرافق الرياضية المندمجة. ويشبه الملعب الذي يتميز بجودة تصميمه وطريقة بنائه، وهندسته المعمارية، إلى حد كبير الملاعب الأوربية ذات الطاقة الاستيعابية المحدودة.
وبات الملعب الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 16 ألف مقعد، قبل أن تنضاف إليها 4 آلاف أخرى لتصبح في المجموع 20 ألفا، منها 400 خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، جاهزا. وأنجز هذا المشروع على مساحة 20 هكتارا بميزانية 450 مليون درهم، ويضم مرافق مختلفة مثل قاعة للندوات الصحافية تبلغ طاقتها الاستيعابية 200 مقعد، ومركز طبي وغرفة للتطبيب والتمريض، لمندوبي ومراقبي المباريات وقاعات لطاقم التحكيم وأخرى لمندوبي ومراقبي المباريات، إضافة إلى مستودعات الملابس خاصة باللاعبين وطاقم التحكيم، وموقف للسيارات يتسع ل2500 سيارة، وحدائق ومحلات تجارية وأكشاك لبيع المواد الغذائيىة.
وحسب مصدر مطلع، فإن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم رصدت 750 مليون سنتيم، لأشغال وتجهيز مدرجات الملعب بالمقاعد المخصصة للجمهور، إضافة إلى مليار سنتيم لتهيئة الملعب الكبير بالعشب الطبيعي.
ويعد المشروع منشأة رياضية ستعزز البنية التحتية الرياضية بالريف عموما ومدينة الحسيمة على وجه الخصوص، وستساهم في تطوير ممارسة كرة القدم بالمنطقة التي تزخر بمواهب مهمة في كرة القدم.
ويراهن المسؤولون عن الشأن الرياضي بالإقليم، من وراء إحداث هذا الملعب إلى جانب قاعة مغطاة بمواصفات عالمية ومسبح نصف أولمبي، على انعكاساته على الجانب الاقتصادي والاجتماعي والسياحي بالمنطقة، إذ أن الملعب الكبير بات مرشحا لاحتضان العديد من المباريات الدولية والوطنية.
ومن المنتظر أن يتم إحداث شركة تحمل اسم “الحسيمة المدينة” لتدبير هذا الملعب وكذا باقي المرافق الرياضية الموجودة بالقرية الرياضية بآيت قمرة. وتساءل المهتمون بالشأن الرياضي بالمنطقة عن أسباب عدم افتتاح هذه المعلمة الرياضية، لفتح المجال أمام أندية البطولة الاحترافية المنتمية لجهة طنجة تطوان، لخوض مبارياتها بالملعب ذاته، نظير اتحاد طنجة والمغرب التطواني، لاستقطاب جماهير الفريقين.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد