انتهى مهرجان تيفلت وعادت الساكنة لمعاناتها صورة أخرى من صور هدر المال العام؟

هبة زووم – محمد خطاري
انتهت محطة فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان تيفلت كما انتهت سابقتها بلا تأثير في المحيط، اللهم هدر المال العام في وقت نحن في أمس الحاجة إليه لبناء بلد يكون في المستوى المطلوب من التعليم والشغل والسكن اللائق وبنية تحتية والعلاج للمواطنين، ووسط انتقدات لخيارات المجالس المنتخبة الفاشلة، ومباركة السلطات الوصية هدر هذا المال، والانفاق على المهرجانات والحفلات الفارغة من أي تأثير على تجويد الخدمات.
انتهى مهرجان تيفلت على وقع كتابات أبواق التهريج وادعائها أنه ساهم في الترويج للمنطقة، من دون أن يقدموا أي أرقام أومعطيات موضوعية تفيد ذلك، اللهم بعض تدوينات من ولجوا عالم حمل القلم الممزوج بمياه المستنقعات المعبرة عن حالات تفشي الرغبة في الحصول على فتات من مال الريع، عبر تلميع صورة رعاة المهرجان بدأ من الأب إلى الإبن.
يراهن القائمون على تنظيم النسخة الرابعة على محاولة تشتيت الانطباع الذي كونته ساكنة المدينة على بعض مسؤولي المدينة لما تراكم من مشاكل و مشاريع متوقفة داخل تيفلت، حيث يشكل المهرجان نقطة مهمة لمحاولة در الرماد في عيون المحتجين، حيث عمل المجلس الجماعي على طلاء جدران الدور السكنية الهامشية والمؤسسات التعليمية بـ”الجير” الأبيض لإخفاء تجاعيدها، واستنباث طوارات بجوار الأرصفة في الطرق المؤدية لهذا المعرض وكأنهم يدبرون مدينة لمدة أربعة أيام فقط.
مهرجان تيفلت والذي تحول إلى غول تم تضخيمه من بعض الأقلام الصحفية والمنابر الإعلامية التي تم انتقائها بعناية من مقاولة للإنتاج استحوذت على صفقة التواصل والصحافة بقدرة قادر لهذا الحدث من شركة فاشلة.
وقامت الشركة المحظوظة باستقدام بعض المنابر الصحفية والعمل على مساومتها لوضع اشهارات شبه مجانية وعلى حد قول صحفي “قالو لينا تعاونو معنا راها مدينتكم وغادي نعطيوكم ثمن رمزي”، فهل مقاولة التواصل أخدت الصفقة بالمجان كتعاون منها مع مدينة تيفلت؟
انتهى مهرجان تيفلت وسط تضارب في الأراء حيث عبر العديد من المهتمين بالشأن المحلي عن مؤاخذاتهم للطريقة التي تم بها تدبير ميزانته واصفين إياها بالسفه الأعمى المطبوع بالهزل والتحلل من القيم وهدر المال العام لفائدة حفنة من الانتهازيين، في محاولة مفضوحة لتكريس سياسة الإلهاء عن السياسات الفاشلة التي تنهجها الجهات المنظمة والداعمة غير مبالية بالدعوات الرسمية لترشيد النفقات وتوجيهها في إطار إجراءات وقرارات هادفة غايتها تحسين المستوى المعيشي اليومي للساكنة.
الجهات الراعية لهذا المهرجان اتخذت قرارا بتحدي السلطات المختصة، رغم تحويلها على التحقيق في اتهامات بهدر المال العام، وكأن لسان حالها يقول مهما فتحتم من تحقيقات فنحن سنواصل سيرتنا الأولى؟
فما السر وراء هذا السخاء المثير للجدل في ضخ كل هذه الأموال في الوقت الذي تواجه به مطالب المواطنين بالتجاهل والتماطل والتسويف والتعلل بالإكراهات وقلة ذات اليد وغيرها من المبررات الجاهزة؟ وما الغاية من مهرجان يبقى مجرد لحظة احتفالية عابرة مفصولة عن سياقها الثقافي والاجتماعي وتفتقر إلى رؤية تنموية مستدامة؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد