هبة زووم – محمد خطاري
تمكن عباس المغاري عن حزب الاتحاد الدستوري من الفوز برئاسة مجلس جماعة مكناس، بعد حصوله على 26 صوتًا مقابل 20 صوتًا لمنافسته سميرة قصيور عن حزب التجمع الوطني للأحرار.
طريق عباس المغاري لم تكن مفروشة بالورود، حيث لم يكن ينافس مرشحة الأحرار سميرة قصيور، بل من كان من وراءها من عائلات قوية رسمت لوقت طويل خريطة التحالفات بالعاصمة الإسماعيلية.
فوز المغاري ساهمت في عدة عوامل، كان أبرزها هذه المرة حياد سلطات الوصاية الإيجابي، حيث كانت على مسافة واحدة من المتنافسين على كرسي الرئاسة، واختيار كل من حزب العدالة والتنمية وأحزاب اليسار الحياد والانسجام مع مبادئهم التي طالما تحدثوا بها.
اليوم عباس المغاري لم يفز فقط برئاسة جماعة مكناس، بل وضع نهاية لمسيرة عائلات أثتت لزمن طويل المشهد السياسي بالعاصمة الاسماعيلية.
فوز المغاري يضع نهاية لمسيرة عائلة الطاهري بالمدينة
يبدو أن أكبر الخاسرين من انتخابات رئاسة جماعة مكناس هي عائلة الطاهري، التي وضعت كل بيضها في سلة الفوز برئاسة مجلس جماعة مكناس، بعد أن لعبت دورا كبير في البلوكاج الذي عاشته المدينة وإبعاد جواد حاجي.
الطاهري الأب، الذي كان قد قطع وعدا لأخنوش بعد قبوله إبعاد حاجي بالحفاظ على كرسي الرئاسة في بيت الأحرار، قد أخلف اليوم وعده ليدق بيده آخر مسمار في نعشه.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر موثوقة لهبة زووم أن خسارة الأحرار المدوية بمكناس سيكون لها ثمنا واحدا هو رأس عائلة الطاهري، كون الرجل الأول للأحرار لا يمكنه التسامح في هكذا محطات مفصلية، خصوصا وأننا نتكلم على مدينة يوجد فيها أحد صقور العدالة والتنمية “عبد الله بوانو”.
خسارة رئاسة مجلس مكناس تضع رئاسة الأنصاري وحزب الاستقلال لمجلس الجهة في مهب الريح
انتصار عباس المغاري على التحالف الثلاثي، الذي أكل في طريقه أغلب جماعات المملكة، لا يمكنه اعتباره ضربة حظ، بل معركة طاحنة وضعت فيها أحزاب التحالف الثلاثي كل ثقلها، لكن تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة لهذا التحالف مع تكتيكات الأطراف الأخرى وضعت المغاري في كرسي رئاسة مجلس مكناس بكل سهولة.
وهذه الخسارة المدوية، سيكون لها بالطبع تأثير كبير على الطرف الآخر في التحالف الثلاثي، وهو حزب الاستقلال وعائلة الأنصاري على وجه الخصوص، حيث سيكون لهذه الخسارة تبعات ثقيلة على رئاسة الأنصاري لمجلس جهة فاس مكناس، قد تصبح معه هذه الرئاسة في مهب الريح.
مكناس في حاجة لشخصية مستقلة تخرجها من عنق الزجاجة فهل سيلعب المغاري هذا الدور
بعد أن وضعت حرب الانتخابات أورزاها، فاليوم مدينة مكتاس بحاجة لشخصية تتمتع بالكفاءة والتجربة اللازمة، وتضع المصلحة العامة نصب عينيها بعيداً عن أي تأثيرات خارجية.
كما أن عباس المغاري أمام مرحلة لكتابة تاريخ مكناس من جديد، وأن أي خطأ سيعيد من تمكن من قتلهم سياسيا وانتخابيا إلى الواجهة في الانتخابات القادمة، فالمغاري مدعو اليوم وقبل أي يوم آخر إلى وضع المصالح الخاصة جانبا وجعل المصلحة العامة محركا له لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بالعاصمة الاسماعيلية.
وفي سياق متصل، فالمكناسيون مدعوون اليوم لدعم القيادة الجديدة وتتبعها في كل تحركاتها من أجل تحقيق التغيير الفعلي الذي تنتظره المدينة بفارغ الصبر، بعيداً عن أي توجهات تدار من أماكن بعيدة عن هموم وتطلعات الساكنة.
فهذه النوعية من الأبناء العاقين التي تم إبعادها، والتي كانت تضع مصالحها الخاصة قبل المصلحة العامة، ستظل تنتظر في الزوايا تتربص بأي خطأ كي تعود إلى الواجهة وتؤكد بأنه ليس في المنتخبين قنفذ أملس؟؟؟
تعليقات الزوار