جمعية الأعمال الاجتماعية لجماعة مكناس بين رحلات فارهة وأموال ضائعة وضرورة تدخل العامل الصبار

هبة زووم – إلياس الراشدي
في فضيحة جديدة تهز الساحة المحلية، كشفت مصادر موثوقة عن إساءة استغلال أموال جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي جماعة مكناس، والتي كانت مخصصة لخدمة مصالح الموظفين.
فقد تحولت هذه الجمعية، تحت قيادة رئيسها الحالي، إلى آلة لتحقيق مكاسب شخصية لمجموعة محدودة من الأفراد، على حساب حقوق باقي الموظفين.
وبدلاً من أن تكون هذه الجمعية مظلة اجتماعية تقدم الدعم للموظفين، تحولت إلى وكالة سفر خاصة تنظم رحلات فارهة إلى وجهات سياحية عالمية مثل إسبانيا وتركيا، بالإضافة إلى رحلات داخلية منتظمة إلى مراكش، كما تم تنظيم رحلات أداء العمرة على حساب المال العام، في إهدار صارخ لأموال دافعي الضرائب.
هذه الامتيازات المبالغ فيها لا تقتصر على السفر فقط؛ بل تشمل عددًا من الوجوه المرتبطة بنقابات الجماعة المحلية، الذين يتحكمون في توزيع الفوائد، تاركين بقية الموظفين البسطاء في دائرة الإقصاء.
هيمنة هذه المجموعة على الجمعية، مع استفادتها من أموال مخصصة أصلاً لخدمة مصالح العاملين في الجماعة، يفاقم الظلم الاجتماعي الذي بدأ يثير استياء الموظفين.
ومعلوم أن الجمعية تستفيد سنوياً من منحة ضخمة تصل إلى مليون درهم، مخصصة أصلاً لتحسين أوضاع الموظفين ودعم مشاريع اجتماعية، إلا أن هذه الأموال الضخمة تم تحويلها إلى تمويل رحلات ترفيهية، في حين أن الموظفين يعانون من ظروف عمل صعبة واحتياجات اجتماعية متزايدة.
من خلال هذه التصرفات، يتضح أن المال العام أصبح في يد مجموعة صغيرة تستثمره لمصالح شخصية، بينما يبقى موظفو الجماعة على هامش التقدير والاهتمام.
إن هذا التبذير المستمر للموارد العامة يتطلب تدخلًا عاجلًا من السلطات المحلية، وعلى رأسها عامل عمالة مكناس، عبد الغني الصبار، لوضع حد لهذه الممارسات الفاسدة.
إن هدر المال العام بهذه الطريقة لا يشكل خرقًا قانونيًا فحسب، بل يعد اعتداء على حقوق الموظفين والمواطنين، ومن الواجب على المسؤولين أن يتحملوا مسؤولياتهم في حماية أموال دافعي الضرائب، وأن يتخذوا الإجراءات اللازمة لتصحيح الوضع فورًا.
اليوم، لا مكان لمثل هذه التصرفات في إدارة الأموال العامة، ويجب أن تكون هناك رقابة صارمة تضمن صرف هذه الأموال في إطار مشاريع تخدم الصالح العام، وليس لأغراض شخصية.
إن الوقت قد حان لوقف هذه المهزلة ولإعادة الثقة بين المؤسسات والموظفين، وبدء مرحلة جديدة من الشفافية والمساءلة، بما يحقق العدالة ويسهم في تحسين أوضاع العاملين في الجماعة.
إن ما يحدث في جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي جماعة مكناس هو مثال صارخ على الفساد الذي ينخر بعض المؤسسات العمومية، حيث يجب أن يكون هذا الأمر دافعاً لتشديد الرقابة على صرف الأموال العامة ومحاسبة كل من تسول له نفسه العبث بثروات الوطن.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد