هبة زووم – الرباط
في كرة القدم المغربية، يبدو أن العدالة في توزيع الدعم المالي بين الأندية لا تزال قضية مثيرة للجدل، ففي وقت سابق، ظهرت فضيحة مرت مرور الكرام بسبب سيطرة لوبيات على المشهد الرياضي، وتحديدًا بخصوص تصريح رئيس العصبة، بلقشور، الذي اعترف بغياب تكافؤ الفرص في التعامل مع الأندية.
هذا التصريح كان بمثابة زلزال صغير في الوسط الرياضي، خاصة بعد أن تم تخصيص 20 مليون درهم لكل من فريقي الرجاء والوداد، أي ما يعادل 2 مليار سنتيم من المال العام، بهدف رفع الحظر المالي عن الفريقين وتفادي فسخ اللاعبين لعقودهم بشكل فردي.
لكن الأمر يظل غير مفهوم، خاصة إذا ما نظرنا إلى ما حدث الموسم الماضي، حينما قام رئيس نادي الرجاء، بودريقة، بالتعاقد مع أفضل اللاعبين بمبالغ ضخمة لم يكن في استطاعته تسديد منحتهم، فتدخلت الجامعة الملكية لكرة القدم في آخر لحظة لتغطية تلك الالتزامات.
في المقابل، لماذا لم يحصل فريق مثل المغرب الفاسي على دعم مماثل لرفع الحظر المالي عنه؟ ماذا عن الأندية الأخرى مثل الكوكب المراكشي، الذي يعاني من أزمة ديون خانقة؟ ماذا عن اتحاد طنجة الذي منع من إجراء التعاقدات بسبب الأزمة المالية التي يمر بها؟
إن هذه الفروقات في المعاملة تثير تساؤلات عديدة حول الشفافية والمساواة في توزيع الدعم بين الأندية، ومن الواضح أن هناك تفضيلًا لبعض الأندية على حساب الأخرى، وهو أمر لا يمكن تجاهله.
إن دعم الأندية الكبرى ليس مشكلة في حد ذاته، ولكن المشكلة تكمن في أن هذا الدعم غالبًا ما يتم دون أخذ الظروف الخاصة للأندية الأخرى بعين الاعتبار، مما يؤدي إلى تعزيز الفجوة بين الأندية الصغيرة والكبيرة في الدوري المغربي.
إذا كانت الجامعة الملكية لكرة القدم تهدف إلى النهوض بالكرة المغربية، فإن ذلك لا يجب أن يكون على حساب الأندية الصغرى التي تمثل أيضًا جزءًا مهمًا من هذا القطاع.
لابد من وضع آليات واضحة ومحددة لدعم الأندية وفقًا لاحتياجاتها الحقيقية، دون تمييز أو تفضيل، لضمان استدامة التنافس الشريف وتعزيز تكافؤ الفرص بين جميع الأندية، بغض النظر عن حجمها أو مكانتها.
إن المسؤولية الكبيرة التي تتحملها الجامعة هي ضمان المساواة بين جميع الأندية، وفي حال غياب هذه العدالة، فإن كرة القدم المغربية ستظل حبيسة سياسة المحسوبية والمحسوبين، وسيظل المواطن الرياضي يطرح أسئلة حول ما يحدث خلف الكواليس؟؟؟

تعليقات الزوار