عبد الفتاح مصطفى – الرشيدية
تعيش المؤسسات التعليمية بجماعة “أمزيزل” بقيادة أيت زذگ، دائرة الريش التابعة ترابيا لإقليم ميدلت، على وقع ظاهرة مقلقة تتمثل في تواجد غرباء بمحيطها، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن وسلامة التلاميذ، خاصة الفتيات.
هذه الظاهرة التي أضحت حديث الأوساط المحلية، تثير مخاوف متزايدة بين الأسر وأولياء الأمور، الذين يتساءلون عن دور الجهات المعنية في حماية محيط المدارس من هذه السلوكيات الخطيرة.
وحسب مصادر مطلعة ومتابعين للشأن التربوي بالجماعة، فإن هؤلاء الغرباء يتجمعون بشكل يومي أمام المؤسسات التعليمية، مستعرضين تصرفات غير أخلاقية علانية، ما يؤثر بشكل كبير على شعور التلاميذ بالأمان، حيث تمثل الدراجات النارية وحركاتها البهلوانية أبرز المظاهر التي تصاحب هذه السلوكيات، مما يزيد الوضع تعقيدًا.
وأشارت نفس المصادر إلى أن هذه التصرفات لا تقتصر على أوقات خروج التلاميذ، بل تمتد لتشمل المناطق المجاورة للمؤسسات وحتى قرب المنازل السكنية. المشهد أصبح يثير الذعر في نفوس التلاميذ والتلميذات، ويضعهم في مواجهة مع تهديدات لا ينبغي أن تواجههم في فضاء من المفترض أن يكون مخصصًا للتعلم والنمو.
في هذا السياق، دعت عدة أطراف محلية السلطات المعنية إلى التدخل العاجل لتأمين محيط المؤسسات التعليمية وإخلائه من “الذئاب البشرية” التي تستغل هذه الأماكن لإشباع رغباتها بعيدًا عن القيم الأخلاقية.
كما طالبت هذه الأطراف بتفعيل دوريات أمنية منتظمة وتطبيق القوانين بصرامة على كل من يثبت تورطه في هذه التصرفات.
إلى جانب ذلك، تساءل متتبعون عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن دور جمعيات الآباء في التوعية والتحسيس بخطورة هذه الظاهرة، وفي الضغط على الجهات المختصة لاتخاذ تدابير حاسمة.
وأشاروا إلى أن بعض الآباء قد يكونون في “دار غفلون”، مما يزيد من تفاقم المشكلة ويفتح الباب أمام المزيد من التصرفات غير المسؤولة التي قد تجر إلى نتائج كارثية.
وتستدعي هذه الوضعية تظافر الجهود بين مختلف الأطراف: السلطات المحلية، جمعيات المجتمع المدني، وأولياء الأمور، للحد من هذه الظاهرة الدخيلة وحماية التلاميذ من أي تهديد يمس سلامتهم الجسدية والنفسية، فمحيط المؤسسات التعليمية يجب أن يكون فضاءً آمنًا ومشجعًا على التعلم، لا ساحة للترصد والتحرش.

تعليقات الزوار