عبد الفتاح مصطفى – زاكورة
تعاني المنظومة الصحية في إقليم زاكورة من تحديات جسيمة، تُضاف إلى معاناة المواطنين الذين يضطرون في كثير من الأحيان إلى السفر إلى مدن أخرى لتلقي العلاج.
وقد سلطت قضية غياب الأطباء في بعض التخصصات، وعلى رأسهم طبيب الإنعاش والتخدير، الضوء على الوضع المقلق الذي يعيشه القطاع الصحي في هذه المنطقة.
مواطنون يعانون
تسجل العديد من الحالات المأساوية التي تكشف عن صعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية، كما حدث مع المواطن “يوسف.ر” الذي اضطر إلى نقل زوجته الحامل إلى مستشفى ورزازات بعدما فشلت جهود الحصول على الرعاية المناسبة في مستشفى زاكورة.
فقد تم توجيهه إلى ورزازات بعد أن أخبره الطبيب في قسم المستعجلات أن “طبيب التخدير غير موجود”. ورغم الظروف المادية الصعبة، تمكّن الزوجان من الوصول إلى ورزازات، حيث وضعت الزوجة حملها في ظروف أفضل.
لكن هذه التجربة كانت مكلفة ومليئة بالتحديات، ما يثير تساؤلات حول تدهور الوضع الصحي في زاكورة.
من سيئ إلى أسوأ
ينبّه الفاعل الحقوقي والجمعوي إبراهيم رزقو إلى أن الوضع الصحي في الإقليم يتدهور بشكل مستمر.
ويؤكد أن غياب طبيب الإنعاش في المستشفى الإقليمي أدى إلى تحويل العديد من الحالات الحرجة إلى مدن أخرى مثل ورزازات ومراكش، مما يزيد من معاناة المواطنين.
يضيف رزقو أن النقص في التخصصات الطبية، مثل طب الأطفال وطب النساء والولادة، يشكل عائقًا كبيرًا أمام تقديم خدمات صحية ذات جودة.
كما يشير إلى أن غياب أطباء متخصصين في عدة مجالات، مثل أمراض العيون والمعدة، أدى إلى تدهور إضافي في تقديم الرعاية الصحية للمواطنين، هذه المشكلات الصحية تضع الإقليم في وضعية مزرية تحتاج إلى تدخل عاجل.
التدابير المتخذة لمعالجة الوضع
رغم هذه التحديات، يوضح رئيس المجلس الإقليمي لزاكورة، المدني.ش، أن هناك مجهودات مستمرة لتحسين الوضع الصحي في الإقليم.
وقد تم العمل على تحسين التجهيزات والبنية التحتية، حيث تمت توسعة المستشفى الإقليمي وتوفير قسم للإنعاش بسعة ثلاث أسرة، بالإضافة إلى رفع سعة المستشفى إلى 85 سريرًا.
كما أشار إلى أن اتفاقيات مع المجلس الإقليمي ومجلس الجهة والشركاء الآخرين أدت إلى توفير 19 طبيبًا وطبيبة و20 ممرضًا للعمل في المستشفى، مما ساعد في سد جزء من الخصاص في الموارد البشرية.
ومع ذلك، يشير ش. إلى أن هناك نقصًا مستمرًا في الأطباء على الصعيد الوطني، مما يعقد من مهمة تلبية احتياجات الإقليم الصحية.
ويتابع أن الحلول تتطلب شراكات تضامنية مع باقي الجهات، مع ضرورة توفير تحفيزات مغرية للأطباء للعمل في زاكورة، مثل تحسين الأجر وتوفير سكن لائق، وهي خطوة لاقت تجاوبًا كبيرًا.
التحديات والمستقبل
رغم هذه المبادرات، يبقى الوضع الصحي في إقليم زاكورة بحاجة إلى المزيد من الجهود لتحسين مستوى الرعاية الصحية وضمان وصولها إلى جميع المواطنين.
الفاعلون المحليون يطالبون بتدخل عاجل من وزارة الصحة لمواجهة الخصاص في الموارد البشرية وتحسين جودة الخدمات الصحية في الإقليم.
ويبقى السؤال: هل ستتمكن هذه الجهود من تحقيق التغيير المطلوب، أم أن واقع الصحة في زاكورة سيستمر في التدهور؟ الوقت كفيل بالإجابة، لكن ما هو مؤكد أن هناك حاجة ملحة للتحرك قبل تفاقم الأزمة.

تعليقات الزوار