هبة زووم – محمد خطاري
بعد فترة عصيبة تخللتها نتائج مخيبة، كان أبرزها الإقصاء من دوري أبطال إفريقيا، عاد الرجاء البيضاوي ليجد ضوء الأمل في البطولة الاحترافية “إنوي”، محققًا انتصارًا مهمًا على الشباب السالمي بنتيجة (2-0) في الجولة الـ21.
هذا الفوز لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل كان رسالة قوية إلى جماهير الفريق، بأن الرجاء لم ينتهِ، وأن العودة إلى القمة مجرد مسألة وقت، وفق ما أكده المدرب التونسي لسعد الشابي في تصريحاته عقب المباراة.
الشابي يدافع عن الرجاء ويؤكد قوة الفريق
في أعقاب الانتصار، خرج الشابي بتصريحات مليئة بالثقة، ليؤكد أن الرجاء لا يزال فريقًا كبيرًا رغم العثرات.
وقال المدرب التونسي: “حين تنتصر في مبارتين، وتسجل 4 أهداف وتقبل واحدا، فلا يمكن لطاقم محدود أن يحصل على 6 نقاط من مبارتين”.
بهذه الكلمات، حاول الشابي الرد على الانتقادات التي طالت الفريق مؤخرًا، مشددًا على أن الرجاء يمتلك إمكانيات جيدة ولاعبين قادرين على تقديم الأفضل.
وأضاف الشابي قائلا: “اللاعبون جيدون ويشتغلون، ولاعبو الرجاء عليهم دائما الضغط، وأظهرنا أننا يمكن تدبير المباراة في الدقائق الصعبة والسهلة”.
تصريحات المدرب لم تخلُ من رسائل واضحة عن قيمة النادي، حيث شدد على أن ارتداء قميص الرجاء شرف لا يحظى به أي لاعب، قائلاً:
“اللاعب الرجاوي يتمنى في يوم من الأيام أن يحمل قميص الرجاء، وهناك أشخاص يتمنون شراءه فقط، وهناك لاعبون يلعبون أمام جمهور كبير، وهذا يؤكد أن هذا ليس ناديا عاديا”.
الرجاء.. مدرسة عريقة وتاريخ مشرف
في ظل التشكيك الذي طال قدرة الفريق على النهوض مجددًا، استحضر الشابي التاريخ الناصع للرجاء، مؤكدًا أن النادي يملك قاعدة صلبة قادرة على إعادته إلى مكانته الطبيعية.
واستدل بذلك على تتويج الفريق بلقب كأس العرب بتشكيلة ضمت 11 لاعبًا محليًا، منهم 9 من أكاديمية النادي، قائلاً: “الرجاء أول فريق في تاريخ الكرة توج بكأس العرب بـ11 لاعب مغربي، منهم 9 من أكاديمية الرجاء ولاعبين من فرق أخرى مغربية، آتوني بنادٍ توج بلقب كأس العرب أو العصبة أو الكونفدرالية بـ11 لاعب محلي”.
هذا التصريح يبرز فخر الشابي بالإرث الذي يحمله النادي، ويرد على المشككين الذين يرون أن الرجاء فقد بريقه.
كما شدد المدرب على أن الفريق يبني مستقبله بثبات، معتمدًا على لاعبين شباب وآخرين أصحاب تجربة، بهدف تحقيق التوازن وإسعاد الجماهير الرجاوية التي تنتظر عودة فريقها إلى منصات التتويج.
الشابي يرفع سقف التحدي: الرجاء لا يموت
يُدرك الشابي أن الرجاء ليس مجرد نادٍ، بل مؤسسة كروية تعيش على وقع الضغوط والطموحات الكبيرة، ولذلك ختم تصريحاته برسالة واضحة: “الرجاء أكبر نادٍ في أفريقيا، ودائمًا أقول الأندية الكبرى تمرض ولا تموت، ونحن هنا لإعادته لحيث يطمح جمهوره”.
بهذه الكلمات، وضع الشابي نفسه أمام تحدٍّ كبير، فهو يعلم أن العودة الحقيقية لن تتحقق إلا بالنتائج والبطولات، وليس فقط بالكلام.
لكن ما هو واضح أن المدرب الجديد يمتلك رؤية واضحة ويريد بناء مشروع يعيد الرجاء إلى القمة، فهل تكون هذه بداية انتفاضة النسور الخضر؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف عن ذلك.

تعليقات الزوار