هبة زووم – إلياس الراشدي
مع نهاية شهر رمضان، يبدو أن أنشطة السحر والشعودة في مدينة مراكش قد عادت بقوة، حيث افتتح العديد من المشعوذين محلاتهم الخاصة بعد انقطاع دام شهرًا كاملًا.
ومع بدء الليالي الأخيرة من الشهر الفضيل، استغل هؤلاء المشعوذون ليلة القدر بشكل خاص لنفث سمومهم عبر طرق سحرية يائسة، في محاولة للعب على مشاعر الناس واستغلالهم.
الظاهرة التي تتفشى بشكل أكبر بين النساء، وخاصة بعض الفئات الهشة مثل العاهرات، يزداد نشاطها في هذه الفترة. تستخدم هؤلاء النساء الشعوذة لجذب الرجال إليهن أو للانتقام من من هجرهن.
هذه الممارسات تتبع تعليمات ساحرات، غالبًا ما يكونن نساء مسنات أو “عكوزات”، اللواتي يقمن بتقديم طقوس سحرية غريبة تشمل التوغل في خرافات قديمة.
أشهر هذه الطقوس التي يتم استخدامها لاسترجاع الزوج، على سبيل المثال، تتطلب أن تطوف المرأة على سبع عيون مختلفة للحصول على ماء “مقدس”، وتقوم بعد ذلك بحرق أعشاب معينة مثل لبان جاوة والكزبرة في معجون سحري، لتكمل الطقوس من خلال التطهر واللبس الأبيض قبل التوجه في منتصف الليل إلى “مكان سحري”، حيث يتم إشراك جثة متوفى حديثًا في الطقوس.
هذه الأنشطة لا تتوقف عند هذا الحد، بل تشمل استخدام أحجبة تحتوي على آيات قرآنية، بالإضافة إلى “بركات” يقال إنها تأتي من تراب قبور الأولياء، حيث يذهب المرضى إلى هذه القبور لطلب الشفاء.
ولا تقتصر هذه الأنشطة على النساء فحسب، بل تشمل أيضًا استخدام مواد غريبة مثل أظافر الفهد وجلد الضبع للوقاية من العين والسحر.
وعلى الرغم من القوانين التي تحظر ممارسة السحر والشعوذة، إلا أن هذه الظاهرة تتفشى في العشر الأواخر من رمضان، خصوصًا في ليلة القدر، حيث يلجأ بعض المشعوذين إلى أساليب الاحتيال والنصب على المواطنين، متخذين من الخرافات و”البركات” وسيلة لاستغلال حاجاتهم المادية والعاطفية.
في حين يظل الجميع في انتظار أن تتخذ السلطات المحلية إجراءات حاسمة ضد هذه الأنشطة غير القانونية، التي تهدد الأمن المجتمعي وتستغل الظروف الدينية في المدينة.
ما يزال المواطنون يتساءلون عن دور السلطات المحلية، بما فيها الوالي، في مراقبة هذه الأنشطة التي تحدث أمام أعينهم، وسط استمرار عدم اتخاذ إجراءات حاسمة للتصدي لهذه الظاهرة المقلقة.

تعليقات الزوار