تطورات مثيرة في قضية “المحامية الفرنسية”: السراح المؤقت للمتهمين الأربعة بعد تسجيل صوتي قلب الملف رأسًا على عقب

هبة زووم – الدار البيضاء
منح قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف في الدار البيضاء، يوم أمس الجمعة، السراح المؤقت للمتهمين الأربعة في القضية المعروفة إعلاميًا بـ”اغتصاب محامية فرنسية من قبل أبناء رجال أعمال معروفين“، وذلك بعد تطورات دراماتيكية قلبت مجرى التحقيق رأسًا على عقب.
وغادر كل من كميل بنيس، محمد العلج، سعد السلاوي، وأحمد دغبور سجن عكاشة، حيث ظلوا رهن الاعتقال الاحتياطي منذ نونبر 2024، بعد اتهامات وجهت لهم من طرف المحامية الفرنسية “فيلكس سكستين”، قبل أن تعود الأخيرة لتقدم تنازلًا رسميًا مكتوبًا أمام قاضي التحقيق، تنفي فيه جميع التهم، وتؤكد أن المتهمين تدخلوا لحمايتها من عنف تعرضت له من طرف خطيبها السابق.
وفي سياق هذه التطورات، ظهر تسجيل صوتي جديد، تم التقاطه بواسطة هاتف ذكي في اليوم الموالي للسهرة التي دارت فيها وقائع القضية، وهو ما وصفته مصادر مطلعة بـ”الدليل الحاسم” الذي أعاد تشكيل تصور المحققين للوقائع، وأسهم في تغيير مجرى القضية.
التسجيل، الذي يوثق لمحادثات بين المعنية وأطراف أخرى، قدّم تفاصيل جديدة تم وضعها تحت تصرف قاضي التحقيق، ضمن سلسلة من الأدلة التي تُسابق بها هيئة الدفاع الزمن من أجل تفكيك الغموض المحيط بالملف، لا سيما في ظل تضارب الأقوال واختلاف الروايات بين مختلف الأطراف.
رأي قانوني: تسجيل صوتي يقلب الموازين
هذا التطور اللافت أعاد فتح النقاش العمومي حول مدى كفاية الضمانات القانونية التي تحكم الاعتقال الاحتياطي، ومدى احترامها للتوازن المطلوب بين مواصلة التحقيق وبين ضمان حقوق الأفراد المتهمين، خاصة عندما تمتد مدة الاحتجاز لشهور دون حسم قضائي نهائي.
ويؤكد مختصون أن الاعتقال الاحتياطي يجب أن يبقى إجراءً استثنائيًا، وألا يُستخدم كوسيلة ضغط في القضايا المعقدة أو التي يكتنفها الغموض، وأن بروز معطيات جديدة – كما هو الحال مع التسجيل الصوتي – يستوجب مراجعة شاملة لمسار التحقيقات، وتكثيف الجهود لتفادي أي انزلاق قد يهدد الحق في المحاكمة العادلة.
وبينما تتواصل التحقيقات في انتظار قرار نهائي من القضاء، تبقى هذه القضية واحدة من أبرز الملفات التي هزت الرأي العام، والتي تبرز مجددًا الحاجة إلى مؤسسات تحقيق قوية ومستقلة، قادرة على التعامل مع القضايا ذات الطابع الحساس، بمنهجية دقيقة وبعيدة عن التأثيرات الخارجية.