هبة زووم – عبدالعالي حسون
في ليلة كروية استثنائية على أرضية ملعب ويمبلي الشهير، دوّن كريستال بالاس اسمه بأحرف من ذهب في سجل كأس الاتحاد الإنجليزي، بعدما انتزع فوزًا تاريخيًا أمام مانشستر سيتي بهدف نظيف، في نهائي نسخة 2024-2025، مساء السبت 17 ماي الجاري.
دخل الفريقان المواجهة بكل ثقلهما الفني والتكتيكي، وسط أجواء حماسية وجماهيرية عارمة، غير أن عنصر المفاجأة سرعان ما خيّم على النزال حين نجح النجم الإنجليزي إيبيريشي إيز في مباغتة كتيبة بيب غوارديولا بهدف مبكر في الدقيقة 16، إثر تمريرة عرضية أرضية متقنة من الظهير الكولومبي دانيال مونيوث، أسكنها إيز الشباك بلمسة ساحرة أربكت دفاع السيتي.
ورغم محاولات العودة، أضاع مانشستر سيتي فرصة ذهبية لتعديل الكفة في الدقيقة 36، بعدما أهدر المهاجم المصري المتألق عمر مرموش ركلة جزاء تصدى لها ببراعة الحارس دين هندرسون، عقب خطأ ارتكبه الدفاع ضد البرتغالي برناردو سيلفا داخل المنطقة.
في الشوط الثاني، زج غوارديولا بكامل أوراقه الهجومية، مُشركًا الشاب فيل فودين والأرجنتيني كلاوديو إتشيفيريا، بحثًا عن كسر تماسك دفاع “النسور”، لكن دفاع بالاس بقي صلبًا ومتوازنًا، فيما أُلغي هدف ثانٍ للفريق في الدقيقة 61 بداعي التسلل، ليظل التقدم بهدف وحيد هو الفارق حتى صافرة النهاية.
وبهذا التتويج، يحقق كريستال بالاس لقب كأس الاتحاد الإنجليزي لأول مرة في تاريخه، مُخلّفًا واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ المسابقة، في حين يودّع مانشستر سيتي البطولة وهو حامل اللقب، متلقيًا خسارة نادرة في نهائي محلي.
انتصار بالاس هذا لا يخلّد فقط بطولة غالية في خزائن النادي، بل يعيد رسم ملامح التوازن داخل الكرة الإنجليزية، حيث لم تعد مفاجآت الكبار نادرة، بل باتت عنوانًا متكررًا لعصر كروي جديد لا يعترف بالتراتبية التاريخية بقدر ما يُكرم من يقاتل فوق المستطيل الأخضر.

تعليقات الزوار