هبة زووم – عبد العالي حسون
في مشهد تختلط فيه دموع الفرح بانكسار الهزيمة، أسدل ستار البريميرليغ على حكاية ليستر سيتي لهذا الموسم، بفوز شجاع ومعنوي على ضيفه إيبسويتش تاون بهدفين نظيفين، لم يكن كافيًا لتفادي السقوط إلى دوري الدرجة الأولى “التشامبيونشيب”.
على أرضية ملعب كينغ باور، مساء الأحد 18 ماي، قدّم الثعالب عرضًا مقنعًا أمام جماهيرهم، في مباراة لحساب الجولة السابعة والثلاثين من الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث افتتح الهداف المخضرم جيمي فاردي التسجيل في الدقيقة 28، بعد لمسة فنية داخل منطقة العمليات، مستفيدًا من تمريرة متقنة من الظهير الشاب جيمس جستين.
وبينما كانت جماهير ليستر تحبس أنفاسها في انتظار أخبار باقي نتائج الفرق المنافسة على البقاء، جاء الهدف الثاني في الدقيقة 69 عن طريق متوسط الميدان كيسي ماكاتير، الذي أطلق تسديدة صاروخية من خارج المنطقة لم تترك حظًا لحارس إيبسويتش، بعد تمريرة ذكية من النيجيري نديدي.
لكن ورغم الأداء الرجولي والنتيجة المشرفة، فإن الفوز لم يكن كافيًا لإنقاذ الفريق من الهبوط. رصيد ليستر ارتفع إلى 25 نقطة، لكنه ظل في المركز الثامن عشر، تاركًا حلم البقاء يتبخر أمام أعين عشاقه، بينما تجمد رصيد إيبسويتش عند 22 نقطة في المركز ما قبل الأخير.
المباراة لم تكن سوى مرآة تعكس مفارقة مؤلمة: فريق ينتصر، يقاتل، يُمتع، لكنه يودع النخبة. مشهد يعيد إلى الأذهان تلك اللحظة الخالدة في 2016 حين فاجأ ليستر العالم وتُوّج بلقب البريميرليغ، لكنه اليوم يخرج من الباب الخلفي رغم عنفوانه.
فنيًا، حاول مدرب إيبسويتش ضخ دماء جديدة بإدخال عناصر هجومية مثل ليام ديلاب وكونور تشابلن وناثان برودهيد، غير أن دفاع ليستر كان في الموعد، محكمًا الإغلاق أمام أي محاولة لرد الفعل.
ومع إطلاق صافرة النهاية، ساد الملعب صمت ثقيل. لم يكن الجمهور في حاجة لكلمات؛ فقد قالت النتيجة كل شيء. لقد قاتلوا، انتصروا، لكنهم رحلوا. في كرة القدم، أحيانًا، لا تكفي الحقيقة وحدها. فبين الإحصائيات والجداول، هناك مساحة للحزن، للدراما، وللسؤال الأبدي: كيف لفريق يفوز أن يهبط؟
وهكذا يودع ليستر سيتي البريميرليغ مرة أخرى، ليس كمن انهزم، بل كمن خسر المعركة بعد أن قدّم آخر طلقاته بشرف، تاركًا خلفه قصة جديدة في كتاب الدراما الكروية.

تعليقات الزوار