هبة زووم – حسون عبد العالي
في أمسية كروية لا تُنسى، دوّن فريق اتحاد أبي الجعد اسمه بحروف من ذهب، بعد أن حسم بطاقة الصعود إلى القسم الاحترافي الثاني، إثر فوزه المستحق على فريق يوسفية برشيد بهدفين لواحد، في لقاء الإياب الذي جرى يوم الأربعاء 4 يونيو 2025، برسم مباريات “البلاي أوف” المؤهلة إلى البطولة الوطنية الاحترافية “إنوي” – القسم الثاني.
وبهذا الإنجاز، يعود فريق المدينة المنجمية إلى دائرة الضوء بعد سنوات من الغياب، مؤكداً أن الطموح حين يُترجم إلى عمل جماعي منضبط، يُمكن أن يهزم التاريخ والتحديات.
لم يكن التأهل ضربة حظ أو نتيجة لحظية، بل ثمرة مجهود طويل تكلل بفوز مزدوج ذهابًا وإيابًا على خصم قوي بحجم يوسفية برشيد، الفريق الذي يحمل تجربة كبيرة في القسم الاحترافي، لكنه وجد نفسه عاجزًا أمام عزيمة لاعبي اتحاد أبي الجعد وتنظيمهم المحكم داخل رقعة الملعب.
مباراة الإياب جاءت مثيرة وحماسية، حيث تميزت بالندية والالتحامات القوية، وشهدت لحظات فارقة كانت كفيلة بتغيير مسار النتيجة، غير أن الإصرار الذي أبان عنه ممثلو أبي الجعد حسم المواجهة لصالحهم بهدفين لهدف، وسط فرحة عارمة من الأنصار الذين لم يبخلوا في دعم فريقهم على امتداد الموسم.
تحول اتحاد أبي الجعد من مجرد رقم عابر في خريطة الكرة الوطنية إلى عنوان رئيسي في نشرة صعود الفرق المجتهدة. هذا الفريق، الذي طالما شكل رمزًا رياضيًا لمدينة عرفت في الغالب بصمتها الكروي، يُبرهن اليوم على أن كرة القدم ليست حكرًا على المدن الكبرى، بل هي مشروع جماعي قابل للإنجاز متى تضافرت الجهود.
ويُعد هذا الصعود رسالة ضمنية إلى باقي الأندية الجهوية التي تنشط في الظل، مفادها أن النجاح لا يحتاج بالضرورة إلى موارد ضخمة، بل إلى إدارة طموحة، وتأطير تقني جاد، وتلاحم جماهيري.
بعيدًا عن التتويج التقني، يمثل صعود اتحاد أبي الجعد دفعة قوية للكرة الجهوية في جهة بني ملال خنيفرة، وسيسهم في رفع درجة التنافسية في البطولة الوطنية الاحترافية الثانية، بفضل ما أبان عنه الفريق من روح قتالية وانضباط تكتيكي خلال مرحلة “البلاي أوف”.
كما يُرتقب أن ينعكس هذا الإنجاز إيجابًا على البنية التحتية الرياضية بالمدينة، ويُعيد الزخم إلى الملاعب المحلية، ويُحفز الشباب على الانخراط في الأندية والمدارس الكروية.
وبينما يحتفل أنصار الاتحاد بهذا الصعود التاريخي، تبدأ الاستعدادات مبكرًا للموسم القادم، الذي سيكون مليئًا بالتحديات أمام خصوم ذوي تجربة وعتاد، ما يفرض على المكتب المسير تعزيز التركيبة البشرية، وضمان استقرار إداري وتقني يوازي طموحات الجماهير.
في الختام، يبقى صعود اتحاد أبي الجعد مثالًا حيًا على أن الكرة المغربية ما زالت قادرة على إنتاج قصص النجاح من الهامش، حين تتحول الإرادة إلى فعل، ويُصبح المستحيل مجرّد وهم.

تعليقات الزوار