ميدلت.. طرق خارج التاريخ وتنمية غائبة تحت أنظار العامل عبد الوهاب فاضل

هبة زووم – محمد خطاري
تعيش عدد من جماعات إقليم ميدلت وضعًا يوصف بـ”خارج التاريخ”، حيث تغيب أبسط شروط التنمية من طرق معبدة أو بنية تحتية أساسية، وكأن ساكنتها لا تُحسب ضمن خريطة المغرب، ولا تُستحضر إلا عند اقتراب المواعيد الانتخابية.
في هذا السياق، أثارت صورة لمقطع طرقي مؤدي إلى دوار أسليم بجماعة أيت أزدك، تناقلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، موجة من السخط والسخرية.
الطريق المتهالك يوجد أمام منزل رئيس الجماعة، غير أنه لم يحرك ساكنًا لإصلاحه، بدعوى أن سيارته الرباعية الدفع – المقتناة من ميزانية الجماعة – كفيلة بتجاوز وعورته، فيما يبقى المواطنون تحت رحمة المعاناة اليومية.
رواد الفضاء الأزرق لم يفوتوا الفرصة للتعليق بمرارة، إذ كتب أحدهم ساخرًا: “هداك المقطع راه داخل فالتراث المادي”، فيما علق آخر: “المشكل هوا بنادم كيشد منصب كيرجع أعمى… الرئيس كيدوز منها كل يوم وما كيشوفش”، أما ثالث فقال: “ما عندكش كاط كاط ما دوزش”، في إشارة إلى حرمان الساكنة من أبسط حق في الولوجيات.
هذا الوضع يضع أكثر من علامة استفهام حول دور السلطات المحلية والإقليمية، وعلى رأسها عامل الإقليم عبد الوهاب فاضل، الذي مرّت سنة على تعيينه دون أن يلمس المواطنون أي تغيير ملموس، ليبقى الحال على ما هو عليه، كما كان في عهد العامل السابق النوحي.
ميدلت اليوم لم تعد مجرد مدينة متأخرة في سلم التنمية، بل تحولت إلى “نموذج مصغر لفشل المنظومة الترابية”، حيث تغيب العدالة المجالية، وتُترك الجماعات في الهامش، دون رؤية إصلاحية أو مشروع تنموي يضع المواطن في صلب الاهتمام.
ويبقى السؤال المطروح بإلحاح: هل ستتمكن ميدلت يومًا من ردم الهوة بينها وبين ما يسمى بـ”المغرب النافع”، وتحقق مواطنة كاملة الحقوق والواجبات؟ أم أن ازدواجية التهميش ستظل قدرًا مفروضًا على ساكنة الإقليم، في ظل غياب إرادة سياسية حقيقية للتغيير؟

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد