أكادير.. غياب التشوير الطرقي يحوّل الشوارع إلى مصائد موت

هبة زووم – علال الصحراوي
في شوارع مدينة أكادير، يبدو أن التشوير الطرقي دخل في عطلة مفتوحة بلا رجعة، لتتحول حركة السير إلى مشهد من العشوائية الدائمة، حيث يغيب النظام وتزداد الحوادث بوتيرة تُذكر السكان يوميًا بأن الأرواح هنا تُقامر على قارعة الطريق.
المفارقة الصادمة تتجلى أمام المؤسسات التعليمية، حيث يُفترض أن تكون الحماية مضاعفة. فبدل إشارات مرورية وخطوط بيضاء تحذر السائقين وتؤمن مرور التلاميذ، يجد الأطفال أنفسهم يخوضون اختبارًا يوميًا للنجاة من الزحام، وكأن المدرسة لا تزوّدهم فقط بالمعرفة، بل أيضًا بمهارة “تفادي الدهس”.
جمعيات مدنية وفاعلون محليون وجّهوا شكاوى ومراسلات رسمية للجهات المختصة، غير أن الاستجابة، وفق المتابعين، بدت “أبطأ من إشارة المرور في ساعة عطب”.
وبين بطء التدخل وتزايد الانتقادات، يظل السؤال مطروحًا: هل يحتاج الأمر إلى معجزة كي تُرسم خطوط على الأرض وتُنصب إشارات مرورية قرب المدارس؟
اليوم غياب التشوير لا يقتصر على الشوارع الرئيسية فحسب، بل يتسلل إلى الأزقة والمحيط المباشر للمؤسسات التعليمية، ليترك أولياء الأمور في مواجهة مشهد يومي مؤلم: أطفال يهرولون بين السيارات بحثًا عن عبور آمن، بينما العلامات الموعودة تبقى مجرد “حبر على طلبات” لم تجد طريقها إلى التنفيذ.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد