تزنيت: العامل حسن خليل يوقف عجلة الإقليم وأخطاءه تسمح بوصول سياسيي الصدفة إلى كراسي المسؤولية

هبة زووم – طه المنفلوطي
إن المتأمل في واقع عمالة تزنيت لا يسعه إلا أن يقف حائرا متعجبا من الكم الهائل من المتناقضات و المفارقات. فإذا كان التعريف الشائع للتدبير هو المعقول، فالعكس ينطبق على الواقع بتزنيت حيث يمكن للأمي والجاهل والوصولي أن يصبح مستشارا أو حتى برلمانيا، ولما لا أكثر من هذا وذاك.
كما يمكن لحفنة من الكسالا والفاشلين أن يدبروا شؤون مدينة ويتحكمون في مصير ساكنتها. نعم السياسة عندنا فن في أصول العبث والعشوائية حيث تُعدم الأخلاق أمام الرغبة المجنونة في الوصول إلى الكرسي .
في الغرب يلتزم السياسيون أمام منتخبيهم بتقديم البرامج ويتنافسون لكسب الأصوات وثقة الناخبيين، وحين يصلون إلى السلطة ينزلون برامجهم ويجتهدون في الوفاء بالوعود التي قطعوها على أنفسهم وحين يفشل أحدهم يقدم استقالته ويضع نفسه رهن إشارة من زكوه، فضلاً عن أنه لا يمكن لأي كان أن يمارس السياسة إن لم يكن على مستوى دراسي عال وراكم تجربة سياسية لا يستهان بها تؤهله لتسيير الشأن العام وتدبيره بكل حكمة وروية.
أما عندنا بإقليم تزنيت فضعف عامل الإقليم سمح بوصول شردمة من الانتفاعيين والفاسدين إلى مناصب المسؤولية، حيث أصبح الوصول إلى الكرسي لا يحتاج سوى إلى دفتر شيكات وكثير من المال، لا يعرف حتى مصدره، لقيادة حملة يكون عنوانها شراء ذمم الناخبين.
تماما مثلما حدث مع عراب الفساد بالإقليم، والذي دخل إلى عالم السياسة بالصدفة، وتشكلت مسيرته القصيرة في الساحة السياسية نشازا لأنه لم يستقر في حزب أكثر من ولاية انتخابية من حزب الاستقلال إلى الأصالة والمعاصرة إلى التجمع الوطني للاحرار ولا نعلم مستقبلا أين سيحط الرحال؟ فهل ترحال الرجل نابع من قناعات ذاتية وما مدى انسجامها مع مبادئ الأحزاب أم شيء أخر؟
ولعل الحصيلة الصفرية لتدبير العامل تغنينا عن الخوض عن أي حديث، اللهم إن كانت هذه الإمتيازات تمنح مقابل حضور التدشينات والمناسبة الرسمية وحمل باقات الورد فهذا أمر آخر.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد