هبة زووم – الحسن العلوي
إن ما يجري اليوم بالحزب العتيد من فضائح مضحكة مبكية تشير إلى أن بعض المستشارين لا يزالون في مرحلة المراهقة غير الناضجة وغير المتزنة، وأن السياسة لا زالت مبتلاة بظاهرة الشخصنة، وانتظار وجود الفرد القائد الفذ المنقذ بدلا من اعتمادها على المؤسسات الحزبية الديمقراطية المنظمة الفاعلة الكفؤة.. وهو ما يعكس واقع الحال والتخبط والقلق في ظل وجود سياسيين ينفذون سياسة زوجاتهم من أحزاب أخرى.
كما هو حال ما جرى بانتخاب مكتب مجلس عمالة الدارالبيضاء بحيث الأسوأ من ذلك أنه حتى اللحظة، لا أحد يعرف إلى أين ستتجه الأمور، في ظل سيطرة كنزة الشرايبي على مفاصل حزب الاستقلال بمجلس عمالة الدارالبيضاء.
“الغموض” إذن يبقى الكلمة الأكثر تداولاً إزاء هذه القضية التي تثير الرعب في أوساط الإستقلاليين الذين يحذرون من سيناريو كارثي كلما طال أمد الضبابية التي أضرَّت بسمعة حزب عتيد بالعاصمة الاقتصادية.
المذهل أن الكل يرى خطورة الوضع، لكن الطبقة السياسية الاستقلالية تبدو عاجزة تماماً عن قول لا في وجه كنزة الشرايبي التي نفدت وعيدها اتجاه نوال الشرايبي مستعملة قرابتها.
فما يدور داخل دهاليز حزب الاستقلال اليوم أصبح مثل “حرب لوبيات” منهكة، حيث سبق لنا وأن تحدثنا سلفا عن البيت الداخلي للحزب العتيد بالدارالبيضاء، وكشفنا عن حجم المؤامرة التي تتعرض لها نوال رشدي نائبة رئيس مجلس العمالة، وقلنا بأن هذا الصراع، هو مجرد كسر العظم ستكون له إنعكاسات سلبية لا محالة على القيادة الحالية للحزب، أو تحديدا تيار البامية كنزة الشرايبي، غير أن السؤال الأبرز هو ما محل القيادة الجهوية للحزب من صراع الإستقلاليين فيما بينهم؟
اليوم تعيش مفتشية الحزب بالدارالبيضاء مخاضا عسيرا، بل أزمة غير مسبوقة تنذر بغرق وشيك بسبب غموض في الرؤية والأفق، وسوء في التقدير، واعتماد أسلوب التبعية في المناورة السياسية، والدخول في صراعات لا ناقة لها فيه ولا جمل.
فالظاهر أن مقرب من كنزة الشرايبي يخوض حربا بالوكالة ضد نوال رشدي لصالح الشرايبي نفسها، إن ما يحدث داخل دهاليز الحزب العتيد هو ضحك على دقون المناضلين الاستقلاليين، واستحمار لذكائهم وهدر للزمن والفرص.
لقد أضاع الإستقلالون الذين أصبحوا رهينة بيد أيدي ناعمة الرصيد الإيجابي الذي راكموه خلال الولاية عندما اختاروا الاصطفاف الى جانب جبهة كنزة الشرايبي في حربهم لإزاحة نوال رشدي، والسعي وراء السراب أو الأماني المفقودة، وقد صدق من قال “الطماع يقضي عليه الكذاب”؟؟؟
