هبة زووم – حسن لعشير
أعداد كبيرة من شباب المدن الشمالية يحلمون ليلا ونهارا بالهجرة نحو الضفة الغربية، وحسب استطلاع ميداني أجرته جريدة “هبة زووم” هذه الايام، بعد توصلها بخبر مؤلم جدا، مفاده أن شابا يافعا من مواليد مدينة الفنيدق المسمى قيد حياته (داود بوزيد)، قرر هذه الأيام الالتحاق بركب المهاجرين السريين سباحة من شاطئ الفنيدق إلى مدينة سبتة المحتلة، وذلك يوم الثلاثاء الماضية والساعة تشير الى حوالي العاشرة ليلا، في جو يسوده الضباب الكثي، ليقرر بدوره اغتنام هذه الفرصة كما فعل العديد من أقرانه، ولم يظهر عليه أثر إلى يومنا هذا، فيما نجا الأخرون من الموت المحقق.
وفي هذا الصدد يروي هشام قصة هذه المغامرة عبر البحر، ويقول أن الحرس المدني البحري الاسباني يشاهد بأم عينيه مجموعة من الشباب يتصارعون مع الأمواج ويدعهونهم يذوقون مرارة السباحة، في انتظار وصولهم الى حاشية شاطئ سبتة، ثم يتحرك من مكانه ويعمل على محاصرتهم وإيقافهم بسهولة دون عناء أو جهد يذكر، ثم بعد ذلك يتم نقلهم إلى مخافر الشرطة واخضاعهم للاجراءات الأمنية، بالنسبة للكبار يتم اجبارهم على العودة إلى أرض الوطن عبر باب سبتة، بينما القاصرين يتعامل معهم معاملة إنسانية ويتم نقلهم الى مركز الايواء.
وحسب ما يروي هشام من فصول معاناته خلال اللحظة التي كان يتصارع فيها مع الأمواج، فجأة يشاهد ظهور بجانبه حيثان مفترس ومن الحجم الكبير، أصابه الذعر، وينتابه الشعور بألموت المحقق، فيما عبر بعض الشباب ممن شملهم الاستطلاع من شباب ساكنة المدن الشمالية عن رغبتهم بشغف كبير في الهجرة إلى الضفة الغربية خاصة اسبانيا, عبر مدينة سبتة المحتلة ، ينقسمون إلى فئات عمرية مختلفة.
وحسب ما نقلته صحيفة (الفارو – el faro) المحلية التي تصدر في مدينة سبتة المحتلة، أن عائلة الشاب (داود بوزد) والمقربين منه، لا يعرفون مكان وجوده لحدود الساعة، لكنهم يعلمون أن فقيدهم نزل إلى البحر، ليلة الثلاثاء الماضي، ومنذ ذلك الحين فقد أثره بعد ستة أيام من غيابه، ولا يعرف عنه شيئا، وليس لدى عائلته أدنى فكرة، عما إذا كان قد حقق هدفه بالوصول إلى سواحل سبتة المحتلة، لأنه منذ أن سلك الطريق المخيف، مساء الثلاثاء، لم يتواصل مع أحد.
من جانبه، صديقه هشام روى لصحيفة “إلفارو” عن داود الشاب البالغ من العمر 19 سنة، والذي حصل على شهادة البكالوريا خلال السنة الماضية 2023، لكنه كان ينوي مغادرة المغرب ويحلم بالهجرة الى إسبانيا بلد رائع فيه يبني مستقبله أما المغرب فلا مستقبل ينتظره ولا بوادر تلوح في الأفق.
وأضاف “أخبرني داود أنه سيقفز في البحر، وقال له بالحرف تمهل ريثما تأتي فرصة ملائمة، لكنه كان مصمما على تنفيذ قراره بالهجرة سباحة، لم يسمح الشاب لنفسه بأن يقتنع بصديقه، واستمر في خططه، بهدف مقابلة أحد معارفه في مدينة سبتة المحتلة، وفي هذه الحالة يصعب على عائلة داود التعرف على الشخص السبتاوي او التواصل معه لاستفساره، فيما إذا كانت لديه معلومات عن الشاب داود المفقود على أمل ألا تكون لهذه القصة نهاية مأساوية مثل نهاية العديد من الآخرين الذين يسلكون نفس الطريق”.

تعليقات الزوار