العامل علمي ودان يختار مهادنة الفساد بشفشاون والتغيير ضرورة لإخراج الإقليم من نفقه المسدود
هبة زووم – الحسن العلوي
رحلة الأنا بشفشاون، تنطلق من محاولة تفسير زواج المتعة الذي يجمع بين عشق الكرسي وحب السلطة، إنها علاقة أشبه بكرسي الحلاق، تلك هي المناصب عندما يتقلدها البعض من الناس إلى حين، ثم يترجلون عنها إما قسرًا أو طواعية، فليست لهم الخيرة في ذلك لأن لكل زمن رجال أو نساء!
كثيرا ما نجد أن الإنخراط في العمل السياسي في واقعنا المعاش يصاحبه عادة بعض السلوكات النشاز و الغير المألوفة، من قبيل العدوانية تجاه الخصوم السياسيين حيث يستباح فيها استعمال جميع الأسلحة المحضورة أخلاقيا و مجتمعنا ودينيا.
إن ما يحز في نفسي، هو ذلك التساؤل المشروع: لماذا لا يتردد المسؤولون في المجتمعات المتقدمة عن الاستقالة أو التضحية بمقاعدهم بينما يتمسك المسؤولون عندنا بها ولا يفرطون فيها مهما كانت الأسباب؟
الجواب ببساطة يا سادة، كون المسؤول عندنا، إذا تخلى عن كرسيه أو تخلى الكرسي عنه فقد كل شيء، فقد السلطة وفقد النفوذ والجاه، وربما فقد مصدر قوته اليومي.
خاتمة القول لعل هذه السطور الناصحة قبل فوات الآوان، توقض الضمائر الحية و يظهر رجل رشيد متعقل، لأن هناك من المنتحرين من يحسبون صمت المجتمع صك قبول تصرفاتهم العدوانية والعدائية، فتأتي الصدمات المجتمعية و القانونية و عدالة السماء لتعيدهم إلى واقعهم، الذي تنكروا له بعنادهم وتماديهم…
اليوم لا حل لتجاوز ما يحدث في صفوف النخبة السياسية، التي سكت العامل علمي ودان على صعودها إلى “بوديوم” المسؤولية في انتخبات 8 شتنبر، إلا تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وغير ذلك ليس سوى ضحك على الذقون.
لكن يمكننا القول بكل شجاعة أن فاقد الشيء لا يعطيه، فمن سكت على فساد هذه النخبة، لا يمكنه اليوم تفعيل أي شيء، كونه جزء من المشكلة، قبل أن يكون حلا لهذه المعضلة.
اليوم عيون الشاونيين شاخصة إلى السدة العالية بالله من أجل تغيير يشمل العامل علمي ودان، عل القادم الجديد يحرك المياه الراكدة داخل الإقليم، ويضع حدا لنخبة أتت على الأخضر واليابس بشفشاون البهية، التي يحاول هذا الفريق تحويلها إلى بقرة حلوب يحلبونها وبعد حلبها يقومون بذبحها وأكل لحمها وترك الساكنة تندب حظها؟؟؟