هبة زووم – أبو العلا العطاوي
منذ تأسيسها، عانت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية “نارسا” من أزمة حقيقية، حيث فشلت في ظل قيادة ناصر بولعجول في تحقيق الأهداف المنوطة بها، برغم الميزانيات الضخمة التي خصصت لها.
فبدلاً من أن تكون حجر الزاوية في تقليل حوادث السير، تحولت تحت إدارة بولعجول إلى مؤسسة بيروقراطية غارقة في الروتين، بعيدة كل البعد عن الواقع الميداني.
أبرزت العديد من التقارير والتحقيقات فشل “نارسا” في تنفيذ برامجها، أبرزها برنامج تجديد أسطول الحافلات الذي ظل حبيس الأدراج، كما لوحظ غياب أي إرادة حقيقية للحوار مع الفاعلين في قطاع النقل، خاصة المهنيين وأصحاب المقاولات الصغرى والمتوسطة.
الحملات التحسيسية التي تنظمها الوكالة تبقى باهتة وغير مؤثرة، ولا تتناسب مع حجم الكارثة التي تمثلها حوادث السير. فبرغم الميزانيات الضخمة التي تخصص للإعلانات والتسويق، فإن النتائج على أرض الواقع تبقى متواضعة، بل ومخيبة للآمال.
أكثر ما يثير الاستغراب هو استمرار بقاء المسؤول الأول عن “نارسا” في منصبه، برغم كل هذه الإخفاقات المتراكمة، فغياب المحاسبة وتغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة، يعكس عمق الأزمة التي تعيشها الوكالة.
إن استمرار هذا الوضع يهدد أرواح الآلاف سنوياً، ويضر بسمعة المغرب على الصعيد الدولي. فحوادث السير ليست مجرد أرقام وإحصائيات، بل هي مآسٍ حقيقية تترك ندوباً عميقة على الأسر والمجتمع.
إن الأمر يتطلب تحركاً عاجلاً من السلطات المعنية، لإعادة النظر في أداء “نارسا” وتغيير نهجها الحالي. فمن حق المواطن أن يعيش في بيئة آمنة، وأن يشعر بأن المسؤولين يعملون بجدية لحماية أرواحهم وممتلكاتهم.

تعليقات الزوار