هبة زووم – إلياس الراشدي
إن الحرب على الفساد بولاية جهة تافيلالت، ينبغي أن يشمل أولا “مسامر الميدة” الذين يحتلون كراسي دون الجلوس عليها، بالرغم من نشر العديد من المقالات وتقديم جحافل من التصريحات على قنوات إذاعية حول غيابهم المتكرر عن مكاتبهم وهاتف خدمتهم الذي يتغنى بجملة آلفها العادي والبادي من المسؤولين والمواطنين وهي “العلبة الصوتية لمخاطبكم مملوءة عن آخرها..”.
يجب أن يفهم الرأي العام كيف نخر سرطان الفساد الجهة عموما والرشيدية على وجه الخصوص، حتى عادت جل مصالح مؤسساتها المشلولة، في الضفة الأخرى تتكرر خرجات المسؤول الهلامي عن هذه المؤسسة الضبابية أو تلك للدفاع عن هذه المؤسسة بأساليب مختلفة بين تكميم أفواه بعض ممارسي الصحافة والدفع بهم للقضاء وآخرون من منتسبيها استغل فقرهم ليتحولوا إلى بوق لتمجيد سوء تدبيره، أما الجمعيات الرافضة للتحول إلى “براح” يتم تمزيق ملف منحها وتعطيل مشاريعها…
إننا لا نتهم أحدا، ولكن نطالب فقط بأن يكون المسؤول المخلوع في مستوى خطاب الشفافية الذي اعتمد عليه في حربه على بعض الأبناء البررة الذين يتركون إنجازاتهم تتحدث عنهم.
فالأشباح الذين ينخرون ثلثي ميزانية المؤسسة المشلولة ينبغي تأديبهم، والمسؤولون الذين يتلاعبون بالصفقات ينبغي، ليس فقط عزلهم، بل ومحاكمتهم أيضا، لأن المكان الطبيعي لكل المفسدين هو السجن، وليس المكاتب الباذخة وسيارات “الجيم روج” مع هاتف بالاشتراك مكافئة.
غريب أمر هذا الزمان، حين يجدد دركي أو موظف عادي أو رئيس مصلحة سيارته كل ثلاثة أشهر بخيرة أنواع السيارات ويقتني أحسن الشقق براتبه الحقيقي الزهيد في ظرف سنتين عمل داخل هذه المؤسسة العاجزة.
إنها أرقام قياسية للاغتناء تقتضي ألا نمنحهم ميدالية ذهبية فقط، بل أصفادا تقيدهم وعوض دخول كتاب غينيز للأرقام القياسية يجب أن يدخلوا إلى السجن لعدم وجود مصادر لاغتنائهم الفاضح.
اليوم الوالي الجديد لجهة درعة تافيلالت قبل البدء في الحديث عن التنمية وإعادة عجلتها إلى الطريق، أن يبدأ بـ”مسامر الميدة”، الذين يتقنون لعبة “الغميضة” مع أي مسؤول جديد، حيث ينمونه مغناطيسا قبل أن يجد نفسه قد وقع في شباكهم، وبعدها يبدأون في اللعبة التي يتقنونها، لذلك نقول بكلمة سهلة وبسيطة على أن “الحرب على الفساد بالرشيدية تبدأ من الفوق لا من التحت السيد الوالي المحترم”، وغير ذلك فهو ضحك على الذقون؟؟؟

تعليقات الزوار