أين الأمن المدرسي؟ تساؤلات تطرحها حادثة الاعتداء على تلميذة بمحيط ثانوية بطنجة

هبة زووم – جمال البقالي
في حادث مروع هزّ مدينة طنجة، تعرضت تلميذة للاعتداء الجسدي بشكل وحشي على يد مجموعة من الفتيات القاصرات أمام بوابة ثانوية علال الفاسي.
هذا الحادث، الذي وثقته كاميرات موجودة بالمكان، أثار موجة من الغضب والاستياء في أوساط الرأي العام، وطرح تساؤلات جدية حول أسباب تفشي العنف بين التلاميذ ومسؤولية المؤسسات التعليمية والسلطات في حمايتهم.
وفي التفاصيل، تعرضت تلميذة بريئة، يوم أمس الاثنين، للاعتداء الجسدي من قبل مجموعة من الفتيات القاصرات، تجاوز عددهن العشرة أمام بوابة ثانوية علال الفاسي، حيث قامت المعتديات بالضرب المبرح بالضحية، مستغلين غياب أي رقابة أو تدخل.
وتشير الروايات الأولية إلى أن دوافع هذا الاعتداء تعود إلى خلافات شخصية بين الفتيات، حيث تطورت المشادة الكلامية إلى اعتداء جسدي وحشي، فالغيرة والتنافس بين المراهقات، بالإضافة إلى غياب دور الأسرة والمدرسة في توجيههن، قد تكون من الأسباب التي دفعت بهذه المجموعة إلى ارتكاب هذا الفعل الشنيع.
يثير هذا الحادث تساؤلات جدية حول دور إدارة ثانوية علال الفاسي في حماية التلاميذ وضمان سلامتهم، فبالرغم من وجود كاميرات مراقبة وثقت الحادث، إلا أن إدارة المدرسة لم تتخذ أي إجراء فوري لوقف الاعتداء أو حماية الضحية.
كما أن السماح للمعتديات بالدخول إلى المدرسة في اليوم التالي للحادث يثير المزيد من الاستياء والشكوك حول جدية الإدارة في التعامل مع مثل هذه الحوادث.
هذا، وقد قدمت عائلة الضحية شكوى لدى النيابة العامة، حيث طالبت بفتح تحقيق عاجل وتوقيع عقوبات رادعة على المتورطات، وبتوفير حماية للضحية من أي انتقام محتمل، ومن جهتها، فتحت السلطات الأمنية تحقيقًا في الحادث، واستمعت إلى أقوال الشهود وجمعت الأدلة اللازمة.
وترك هذا الحادث آثارًا نفسية عميقة على الضحية وعائلتها، حيث تعاني الضحية من جروح بليغة وعجز بدني مؤقت، بالإضافة إلى اضطرابات نفسية، كما أن هذا الحادث أثار موجة من الخوف والقلق بين التلاميذ وأولياء الأمور، مما أثر سلبًا على البيئة التعليمية.
اليوم، يمكن التأكيد على أن هذا الحادث يعتبر جرس إنذار يدعو إلى ضرورة تضافر الجهود من أجل مكافحة العنف المدرسي وحماية التلاميذ، كما يجب على المؤسسات التعليمية أن تقوم بدورها في توفير بيئة آمنة لجميع التلاميذ، وأن تتخذ إجراءات صارمة ضد كل من يرتكب أفعالًا عنيفة.
كما يجب على الأسرة أن تهتم بتوجيه أبنائها وتوعيتهم بأهمية الاحترام والتسامح. وعلى السلطات أن تطبق القوانين بحزم على كل من يهدد سلامة الآخرين.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد