سيدي بنور تغرق في الأزمات وفشل العامل بوكوطة يفاقم معاناة الساكنة

هبة زووم – محمد خطاري
يشهد إقليم سيدي بنور تدهوراً متسارعاً في مختلف المجالات، وسط اتهامات موجهة إلى عامل الإقليم الحسن بوكوطة بالفشل الذريع في إدارة شؤون الإقليم وتلبية احتياجات الساكنة.
اليوم الجميع أصبح على علم، بما فيهم العامل بوكوطة، أن وثيرة سير عدة مشاريع وبرامج تنموية بمدينة سيدي بنور والتي شهدوا انطلاقتها وهم صغار، قد كبروا في السن دون أن يكتب لها الخروج لحيز الوجود.
انطلقت الحكاية بالترقب والانتظار في صفوفنا كمواطنين قبل أن تدخل تطلعاتنا لغرفة الإنعاش ليشيع مؤخرا نبأ وفاتها مع العامل بوكوطة الذي حطم الرقم القياسي في الفشل.
مدينة سيدي بنور تكالب عليها الزمن وتنكر لها مسؤولوها وضاعت هويتها بين سياسات ترقيعية لمجالس متعاقبة وطموحات وردية لعمال لم يراجعوا كتب التاريخ حتى يعلموا من هي هذه المدينة؟
وهنا لا بد من إعادة طرح سؤال من هي سيدي بنور؟ لأن ذكر اسمها كان بمثابة صمام الأمان داخل المغرب قبل أن تتلاشى كما تلاشت أحلامنا كمواطنين بين وعود هلامية وواقع مرير نعيشه يوميا.
انقطاع المياه والصحة المتردية: صرخة استغاثة تتجاهلها السلطات
ولأن الأزمات لا تأتي فرادى فقد تسببت في إنطلاق الأحزاب، التي لا تتكلم إلا من أجل تنفيس الأزمات والخوف من إنفجارها، حيث عبر هذه المرة تنسيق حزبي، مكون من العدالة والتنمية وثلاثة أحزاب أخرى، في بلاغ مشترك عن “قلقه واستيائه البالغين” من الوضع الكارثي الذي تعيشه ساكنة سيدي بنور.
فقد أشار البلاغ إلى “الانقطاع المستمر للماء الصالح للشرب لمدة 12 ساعة متواصلة” و”التردي الكبير الذي يشهده القطاع الصحي بالمستشفى الإقليمي”.
وتابع البلاغ أن “على مدى أكثر من سنة، تعاني الساكنة من الانقطاعات اليومية للماء الصالح للشرب”، مؤكداً على “غياب أي توضيحات أو حلول ملموسة من الجهات الوصية، ورغم المراسلات والنداءات المتكررة الموجهة لعامل الإقليم، لا يوجد أي تجاوب”.
أما على المستوى الصحي، فوصف البلاغ الوضع بـ”الكارثي”، مشيراً إلى “نقص حاد في الأطر الطبية والتجهيزات الأساسية”، مما يجعل المواطنين يعانون الأمرين عند طلب العلاج.
غياب الرؤية الاستراتيجية وتداعيات خطيرة
يتفق العديد من المراقبين على أن غياب الرؤية الاستراتيجية لدى العامل بوكوطة هو السبب الرئيسي وراء تدهور الأوضاع في سيدي بنور، فبدلاً من التركيز على مشاريع تنموية مستدامة، تمحورت جهود بوكوطة حول مشاريع شكلية وغير مجدية، مما فاقم الأزمة.
تداعيات هذا الفشل تتعدى مجرد انقطاع الماء وتردي الخدمات الصحية، فهي تهدد بتفاقم الاحتقان الاجتماعي وتراجع النمو الاقتصادي وتدهور الصحة العامة.
مطالب الساكنة: إقالة عامل الإقليم وتوفير حلول جذرية
تطالب ساكنة سيدي بنور، ممثلة في التنسيق الحزبي، بتدخل عاجل من السلطات العليا لإقالة عامل الإقليم الحسن بوكوطة، وتعيين شخصية كفؤة قادرة على إخراج الإقليم من الأزمة، وتنفيذ مشاريع تنموية حقيقية تلبي حاجات الساكنة.
وفي الأخير، يمكن القول على أن الوضع في سيدي بنور يستدعي اتخاذ إجراءات حاسمة لإنقاذ الإقليم من الانهيار، ففشل عامل الإقليم في إدارة شؤون الإقليم يتطلب مساءلته، وتعيين شخصية جديدة قادرة على تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد