هبة زووم – بني ملال
تشهد جهة بني ملال-خنيفرة، وخاصة إقليمي بني ملال والفقيه بنصالح، ارتفاعًا مقلقًا في عدد الاعتداءات التي يتعرض لها المواطنون من طرف أشخاص يعانون من اضطرابات نفسية وعقلية، ما يثير مخاوف السكان ويطرح تساؤلات حول غياب التدخلات الفعالة لحماية المجتمع وضمان حق هذه الفئة في العلاج والرعاية.
آخر هذه الحوادث الدامية وقعت في جماعة أولاد عياد، مساء الجمعة 14 فبراير 2024، حيث أقدم شاب يعاني من اضطرابات نفسية على طعن رجل خمسيني حتى الموت، بينما أصيبت زوجته بجروح بليغة استدعت نقلها إلى المستشفى الجهوي ببني ملال.
ولم تمض ساعات حتى سجلت حادثة أخرى بمدينة سوق السبت، حيث تعرض طفل لاعتداء على يد شخص مختل عقليًا، مما تطلب نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
هذه الوقائع ليست معزولة، فقد سبق أن شهدت المنطقة جرائم مشابهة، من بينها مقتل رجل ستيني بجماعة حد بوموسى في يناير الماضي على يد مختل عقليًا، إضافة إلى جريمة وقعت بجماعة لكريفات في غشت 2023، حيث لقي رجل يبلغ من العمر 54 عامًا مصرعه نتيجة اعتداء مماثل.
أمام تكرار هذه الحوادث، وجه فرع المركز المغربي لحقوق الإنسان بدائرة بني موسى الغربية بإقليم الفقيه بنصالح نداءً إلى والي جهة بني ملال-خنيفرة وعامل إقليم بني ملال، مطالبًا باتخاذ إجراءات عاجلة للحد من هذه الظاهرة، بما في ذلك تطبيق مقتضيات الظهير الشريف رقم 1.58.295 المتعلق بالوقاية من الأمراض العقلية ومعالجتها، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة للمصابين بهذه الاضطرابات، بدل تركهم يجوبون الشوارع بلا متابعة، مما يعرض حياتهم وحياة الآخرين للخطر.
كما شدد المركز الحقوقي على ضرورة تشكيل لجنة مختصة لدراسة أسباب ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض العقلية في الجهة، ووضع حلول مستدامة لضمان الأمن الاجتماعي وحماية حقوق هذه الفئة، وفقًا لما ينص عليه الدستور المغربي والمواثيق الدولية، خاصة فيما يتعلق بحق الجميع في العلاج والعيش بكرامة.
وفي ظل هذا الوضع المتأزم، تبقى التساؤلات مطروحة: متى ستتخذ السلطات إجراءات فعالة لحماية المواطنين؟ وهل ستتمكن الجهة من توفير بيئة آمنة للجميع، بعيدًا عن شبح الاعتداءات المتكررة؟

تعليقات الزوار