هبة زووم – الحسن العلوي
كشفت التساقطات المطرية التي شهدتها مدينة برشيد عن ضعف البنية التحتية واستمرار معاناة السكان مع مشاكل تصريف المياه، حيث تحولت بعض الشوارع والأحياء إلى برك مائية أعاقت حركة السير وتسببت في أضرار جسيمة للمحلات التجارية والممتلكات الخاصة.
وأدت الأمطار التي لم تكن غزيرة بشكل استثنائي إلى غرق بعض المناطق بسبب هشاشة قنوات الصرف الصحي وغياب الاستعدادات اللازمة من طرف الجهات المسؤولة، مما أثار موجة من الغضب وسط الساكنة، خاصة بعد توثيق حجم الأضرار في مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أظهرت سيارات عالقة وسط المياه وأشخاصًا يعانون لعبور الشوارع الغارقة.
وساهمت البالوعات المسدودة في تفاقم الوضع، حيث لم تستطع استيعاب كميات المياه المتدفقة، مما أدى إلى جرف النفايات وانتشارها في عدة أحياء، خصوصًا بالمناطق الهامشية.
والأكثر إثارة للاستغراب أن بعض المشاريع الحديثة لم تصمد أمام التساقطات، مما يطرح تساؤلات حول معايير إنجازها ومدى احترامها للجودة المطلوبة، في وقت تتباهى فيه الجهة بضخ 10 مليارات درهم في مشاريع البنية التحتية، لكن النتائج على الأرض تكشف عن حقيقة مغايرة.
ورغم مرور أكثر من ثماني ساعات على توقف الأمطار، فإن العديد من الأزقة ظلت غارقة، حيث غابت تدخلات مصالح البلدية والشركة المتعددة الخدمات، ما اضطر السكان إلى استخدام وسائل بدائية لتصريف المياه من داخل منازلهم ومحلاتهم.
ما شهدته برشيد اليوم أعاد الجدل حول قدرة المدينة على احتضان تظاهرات رياضية كبرى مستقبلاً، ومدى استعداد بنيتها التحتية لتحمل التغيرات المناخية المتسارعة.
كما فتح النقاش حول المسؤولية المباشرة لعامل الإقليم أوعبو والجهات المعنية في مراقبة جودة المشاريع التنموية، خاصة في ظل الشكوك حول مصير الأموال المرصودة لهذه الأوراش، والتي يخشى أن تكون قد ذهبت في اتجاه “شركات الأصدقاء والأحباب”، بدل أن تُستثمر في بنية تحتية حقيقية تليق بمدينة في طور النمو.

تعليقات الزوار