تأجيل تقديم “ولد الشوافة” المعتدي على الصحفي الزعري والملف يدخل مراحله الأخيرة وسط إشادة بحرفية الضابطة القضائية
هبة زووم – طنجة
بعد مرور 26 يومًا على واقعة الاعتداء الجسدي الذي تعرّض له الصحفي عبد القادر الزعري بمنطقة كزناية ضواحي طنجة، يدخل الملف القضائي مراحله النهائية، وسط تأجيل جديد في تقديم المتهم المعروف بلقب “ولد الشوافة” أمام النيابة العامة، الذي كان مرتقبًا اليوم الجمعة.
وفي تصريح للجريدة، عبّر الزعري عن تفهّمه النسبي للتأخير الذي طبع مسار المتابعة، مشيرًا إلى أن هذا التأخير يجد ما يبرّره في حرص النيابة العامة والدرك الملكي على استيفاء كافة الضمانات القانونية، سواء لصالح المشتكي أو المتهم.
وأكد الزعري أن المتهم وُضع رهن الحراسة النظرية لمدة 48 ساعة، تم تمديدها لاحقًا بطلب من دفاعه، الذي شدّد على ضرورة استدعاء الشهود وتسجيل أقوالهم بشكل مفصل.
وكشف أن عناصر الضابطة القضائية، وتحديدًا أحد ضباط الدرك المتمرسين بمركز كزناية، أبانوا عن حرفية عالية وانضباط صارم في تتبع الملف.
وخصّ الزعري بالذكر الضابط (ب.ح)، الذي أشرف على إعادة صياغة المحاضر وتدقيق المعطيات وتفسير الإجراءات القانونية له، واصفًا إياه بـ”الحازم والمتزن”، ومثمنًا مستوى التواصل والتعامل الجيد الذي لقيه من طرف جميع عناصر المركز.
وعن خلفيات المتهم، أشار الصحفي إلى أن جلسة تقديمه أمام النيابة العامة تزامنت مع مثول والدته أمام محكمة سوق أربعاء الغرب، في ملفين يتعلقان بالضرب والجرح، وسط حديث عن تقديم شهادات طبية مشكوك فيها وغيابات متكررة عن الجلسات، وهي معطيات وعد بكشف تفاصيلها لاحقًا.
ورغم شعوره بالانزعاج في بعض مراحل المتابعة، اعتبر الزعري أن ما جرى يعكس تحولًا ملحوظًا في أداء أجهزة العدالة، يتمثل في تشديد الرقابة على احترام كافة الضمانات القانونية.
ونقل عن بعض ضباط الدرك أن تعليمات النيابة العامة باتت تنصّ صراحة على احترام حقوق المتهمين دون تسرع، حتى في القضايا التي تثير الرأي العام.
كما نوّه الزعري بتطور أداء موظفي الأمن داخل المحكمة الابتدائية بطنجة، حيث لاحظ تحسنًا في مستوى التواصل والتجاوب مع المواطنين، وخاصة الفئات الهشة، وسط ضغط يومي كبير.
وختم الصحفي تصريحه بالتأكيد على أن بطء المساطر لم يعد ناتجًا عن الإهمال أو التراخي، بل أصبح عنوانًا على صرامة قانونية جديدة تسعى لترسيخ العدالة المتوازنة، داعيًا المواطنين المتضررين إلى الصبر والثقة في المؤسسات، وانتظار ما ستؤول إليه مداولات القضاء.