هبة زووم – الدار البيضاء
شاركت النائبة البرلمانية سعيدة زهير، عن دائرة سطات، في أشغال المناظرة الجهوية للتشجيع الرياضي، التي احتضنتها مدينة الدار البيضاء يوم الجمعة 25 أبريل، بحضور عدد من الفاعلين الأمنيين والسياسيين والرياضيين وممثلي المجتمع المدني، بهدف تعزيز ثقافة التشجيع الحضاري والمسؤول في الملاعب المغربية.
المناظرة، التي نظّمتها ولاية جهة الدار البيضاء سطات بأحد فنادق العاصمة الاقتصادية، تسعى إلى بلورة ميثاق جهوي للتشجيع الرياضي، يروم تعزيز التواصل بين مختلف الأطراف المتداخلة من سلطات محلية وأمنية وأندية رياضية وجماهير المشجعين، في أفق خلق بيئة مشجعة على ممارسة رياضية سليمة وآمنة.
وقد افتُتحت الأشغال بكلمة لوالي جهة الدار البيضاء سطات، محمد مهيدية، الذي شدد على أهمية اللحظة التي تعيشها المملكة، في ظل استعدادها لاحتضان نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، مؤكداً أن هذه التظاهرات تمثل فرصة تاريخية لتسويق صورة المغرب كقوة ناعمة رياضية، وتعزيز حضوره الدولي.
وأشار مهيدية إلى المجهودات التي تُبذل بقيادة جلالة الملك محمد السادس في مجال تحديث البنيات التحتية الرياضية وتعزيز قدرات النقل والمطارات، مع إحداث مدن رياضية جديدة، وهو ما يجعل من الضروري مواكبة هذه الإنجازات بتأطير فعّال لجماهير المشجعين، وإرساء ثقافة تشجيع إيجابي تتسم بالروح الوطنية والمسؤولية الجماعية.
وتوزعت أشغال المناظرة على ورشتين رئيسيتين، ناقشتا أدوار المشجع في تنمية الرياضة الوطنية، والمقاربة الأمنية في تدبير الشغب الرياضي.
وشملت الورشة الأولى ثلاث محاور: دور المشجع في تعزيز السياحة الرياضية، خطوات الانخراط الإيجابي في التظاهرات، وأهمية العرض الرياضي كرافعة تنموية. أما الورشة الثانية، فقد تطرقت إلى الجريمة الرياضية، مخاطر الشغب، وانفتاح المقاربة الأمنية على التشاركية.
بدورها، أكدت النائبة البرلمانية سعيدة زهير على ضرورة إرساء آليات دائمة للحوار والتنسيق بين مختلف الأطراف، معتبرة أن “الرهان الحقيقي اليوم هو الانتقال من منطق التدبير الظرفي للشغب، إلى منطق الاستباق وبناء الوعي المشجّع”، داعية إلى وضع سياسات جهوية تُراعي خصوصية الفضاءات الرياضية والسياق المحلي.
ولم تخلُ المناظرة من إشادة جماعية بالدور المشرّف الذي لعبته الجماهير المغربية خلال مونديال قطر 2022، من خلال تشجيعها الحضاري والتزامها بالتنظيم، ما ساهم في تعزيز صورة المغرب عالميًا، وهو ما أكده والي الجهة، الذي رأى في هذا السلوك الجماهيري “إحدى ركائز نجاح أي رهان رياضي مستقبلي”.
وتُعدّ هذه المناظرة الخامسة من نوعها بعد تنظيم نسخ مماثلة بكل من فاس وأكادير وطنجة ووجدة، في إطار رؤية وطنية شاملة لتأطير التشجيع الرياضي، وإدماج الجماهير كعنصر فاعل في تطوير المشهد الكروي الوطني، والارتقاء به من مجرد فرجة، إلى مشاركة مسؤولة في البناء الرياضي الوطني.

تعليقات الزوار