الدار البيضاء: شفيق بنكيران يتحدى الوالي امهيدية والرميلي تدخل “بيت الطاعة” مكرهة لا بطلة

هبة زووم – إلياس الراشدي
الفساد المالي وتداخل المصالح في الحياة السياسية والاقتصادية في الدار البيضاء يشكلان تحديًا حقيقيًا يهدد أسس العدالة الاجتماعية وحقوق المواطنين.
فالمدينة، التي تمثل أكبر محرك اقتصادي في المغرب، لا تزال غارقة في مشهد سياسي وإداري يثير العديد من الاستفهامات حول استغلال النفوذ وتحقيق الثروات بطرق غير مشروعة.
الوضع في الدار البيضاء يبدو معقدًا، حيث يواجه الوالي امهيدية قوى متغلغلة داخل الإدارة المحلية. هذه القوى تسيطر على مفاصل المدينة، وتحمي مصالحها عبر شبكات موروثة من عقود.
استطاعت هذه الشبكات تهريب اتفاقيات استغلالية وُظّفت لتبييض الأموال في ظل غياب الشفافية والمحاسبة، ما يزيد من تعقيد مهمة السلطات في مواجهة هذا الفساد المستشري.
السؤال يطرح نفسه بقوة: هل يعجز الوالي عن مواجهة هذه الشبكات القوية التي تجذب كل القرارات نحو مصالحها الخاصة؟
أما عمدة المدينة، نبيلة الرميلي، فقد دخلت في “بيت الطاعة” مكرهة، وهو ما يطرح تساؤلات عن مدى قدرتها على اتخاذ قرارات مستقلة وسط الضغوطات السياسية والاقتصادية التي تواجهها.
ويبدو أن معظم قرارات المدينة أصبحت تحت رحمة مصالح خاصة، تسيطر على المشاريع الكبرى وتتحكم في حركة عجلة التنمية.
وفي الوقت الذي يتواصل فيه هذا التلاعب داخل الدوائر السياسية والإدارية، يعيش المواطن البسيط في صراع دائم مع واقعه.
يواجه تحديات كبيرة مثل تأمين قوته اليومي وأداء فواتير الماء والكهرباء، في وقت تعيش فيه الشركات الكبرى حياة مرفهة. ورغم الوعود المتكررة بشأن “النموذج التنموي الجديد” و”العدالة المجالية” و”الدولة الاجتماعية”، يبقى المواطن حبيس الوعود التي لم تُترجم إلى واقع ملموس.
مع استمرار هذا الفشل في تطبيق الشعارات المرفوعة على الأرض، يتساءل الكثيرون عن مصير هذه الوعود: هل ستظل مجرد كلام على الورق أم ستتحقق بالفعل على أرض الواقع؟
وفي ظل ما تشهده المدينة من فشل في تطبيق المبادئ الأساسية للمواطنة، يبقى التساؤل الأكثر إلحاحًا: هل يمكن للدولة أن تضمن العدالة والمساواة بين جميع مواطنيها، أم أننا نعيش في دولتين؟ واحدة على الورق وأخرى في الواقع.
وفي ضوء كل هذه الإخفاقات، يظل الملف مفتوحًا، حيث تتزايد المطالب بالشفافية والمحاسبة. لكن السؤال يبقى قائمًا: هل ستكون هناك استجابة فعلية أم ستظل هذه المطالب مجرد صرخات في وادٍ سحيق؟

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد