هبة زووم – الرباط
شهد المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالعاصمة الرباط، مساء يوم السبت 17 ماي 2025، حريقًا مفاجئًا ومجهول الأسباب، اندلع بإحدى مدرجاته، وسط صدمة واستنفار واسع في محيط المنشأة الرياضية التي تخضع حاليًا لأشغال تأهيل شاملة استعدادًا لاحتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع مقاطع فيديو توثق لحظة تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان من داخل المجمع، فيما بدا أن النيران اشتعلت بسرعة في منطقة قريبة من المدارج، دون تسجيل أي تدخل فوري واضح في بداية الأمر، وفق ما أظهرته الصور الأولية.
ولم تصدر لحدود الساعة أي بلاغ رسمي من الجهات المختصة يوضح ملابسات الحادث أو أسبابه، ما ترك الباب مفتوحًا أمام تكهنات وتساؤلات كثيرة، خاصة في ظل الطابع الحساس للمرحلة التي يمر بها المجمع، كونه من بين الملاعب الرئيسية التي يعول عليها المغرب لاحتضان العرس الكروي القاري الأكبر.
ويأتي هذا الحادث في ظرفية دقيقة تعرف تعبئة وطنية كبيرة لتأهيل عدد من الملاعب والمنشآت الرياضية، ضمن خطة الحكومة والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لضمان تنظيم استثنائي يليق بالمملكة وبسمعتها القارية والدولية، بعد الظفر بشرف تنظيم “الكان” للمرة الثانية في تاريخها.
ويخشى متابعون أن يؤثر هذا الحريق على سير وتيرة الأشغال أو يطرح تحديات جديدة أمام السلطات، خاصة إذا ما تبين أن الحادث ناتج عن خلل تقني أو إهمال في إجراءات السلامة، وهو ما سيزيد من الضغط على الجهات المشرفة، وعلى رأسها وزارة التجهيز والرياضة.
تحقيق مرتقب وتطمينات منتظرة
ومن المنتظر أن تفتح المصالح المختصة تحقيقًا عاجلاً لتحديد أسباب وملابسات الحريق، ومعرفة إن كان بفعل فاعل أو مجرد حادث عرضي، وتقييم الأضرار المحتملة التي قد يكون خلفها، سواء على مستوى البنية التحتية أو على مستوى الجدول الزمني المقرر لانتهاء الأشغال.
ويرتقب أن تصدر السلطات بيانًا رسميًا لتطمين الرأي العام الرياضي والوطني، خاصة في ظل الترقب الجماهيري الواسع لكأس إفريقيا للأمم التي ستنطلق في دجنبر المقبل، وسط آمال كبيرة في أن يكون التنظيم المغربي نسخة استثنائية على كل المستويات.
الحادث يعيد إلى الواجهة أهمية التشديد على معايير السلامة داخل المشاريع الرياضية الكبرى، خاصة تلك التي تستعد لاستقبال فعاليات دولية تتطلب جاهزية قصوى واستعدادًا لوجستيًا لا يقبل الهفوات.

تعليقات الزوار