122675
فى يوم من الأيام كان رجل يركب علي متن سفينة كبيرة مسافراً فى عرض البحر، فجأة هبت عاصفة شديدة أدت إلى إغراق السفينة بالكامل، نجا عدد من الركاب و كان من بينهم ذلك الرجل الذى أخذت الأمواج تتلاعب به حتى ألقت به علي شاطئ جزيرة مهجورة و مجهولة تماماً، و بمجرد أن أفاق من حالة الإعياء التى أصابته بسبب طول فترة تواجده فى الماء، نظر إلى ما حوله و ادرك أنه وحيد علي جزيرة غريبة و مهجورة لا يسكنها أحد، و قد إشتد الظلام، أخذ يطلب المعونة و المساعدة من الله عز و جل لينقذه من المجهول الذى أحاط به من كل الجهات.
مرت علي الرجل عدة أيام عاش خلالها وحيداً فى الجزيرة يأخذ قوتة من ثمار الأشجار و يشرب من جداول المياة، و ينام فى كوخ صغير صنعه من بعض أغصان الأشجار القوية ليتحمي فيه من البرد و الظلام.
ذات يوم أشعل الرجل النيران ببعض أعواد الخشب المتقدة لينضح عليها بعضا من طعامه، و أخذ يتجول قليلاً بالقرب من الكوخ منتظراً نضج الطعام، و لكنه حين عاد وجد أن النار قد إلتهمت الكوخ بالكامل و كل ما كان فيه.
أخذ يصرخ و يصيح ويندب سوء حالة قائلا: ” لماذا يارب؟ حتى كوخي إحترق و أنا غريب فى هذا المكان، لماذا كل هذه المصائب تأتي إلي دائماً؟ و أخذ يبكي و ينوح حتى نام و هو جائع.
و فى الصباح كانت المفاجأة فى إنتظاره.
.
.
حيث وجد سفينة عملاقة تقترب من الجزيرة و ينزل منها قارب إنقاذ صغير، هرع الرجل إلى القارب و لما صعد على متن السفينة سألهم كيف وجدوا مكانه و هو مقطوع علي هذة الجزيرة المهجورة، فأخبروه انهم رأوا دخاناً ليلة أمس فعرفوا أن هناك شخصا يطلب الإغاثة، فأسرعوا إلى الجزيرة ليلتقطوه معهم !!
العبرة من القصة ان الله سبحانه و تعالى يدبر الأمور كلها من حيث لا ندري و لا نعلم، مهما ساءت الظروف فلا تخف أبداً و إياك أن تفقد ثقتك بالله عز و جل، و كما قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ” لو عرضت الأقدار علي الإنسان، لأختار القدر الذى اختاره الله له ”.