هبة زووم – ليلى البصري
عدم رغبة الطفل في الدراسة، من اكبر معاناة العديد من الأمهات، فالطفل يفضّل اللعب و اللهو على أن يجلس لمدة طويلة أمام الكتاب المدرسي و الواجبات المدرسية… لان ذلك يشعره بالملل… و نجد هذه المشكلة خاصة عند الأطفال الصغار ممن هم في بداية المشوار التعليمي.
كيف تحببي طفلك بالدراسة؟
في البداية، دعيه يختار المادة التي يحب أن يبدأ بها و لا تكوني انت من يختار، شريطة أن تكوني انت من يختار الدرس التالي، و هو يختار الذي بعده و هكذا… بإمكانك أيضا اللجوء الى لعبة اختيار الدروس المراد مراجعتها عن طريق القرعة على أن يكون هو من يسحب…
لا تلجئي أبدا الى اُسلوب العقاب البدني او الصراخ، فذلك لن يجدي نفعا، بل بالعكس، سيجعله يكره الدراسة ويعزف عنها، و يصم أذنيه عن كل ما له علاقة بها! في المقابل حاولي معه اُسلوب الجائزة و الحرمان؛ كافئيه بشيء يحبه اذا اهتم بدراسته و أنجز، و أحرميه من شيء يحبه إن هو تكاسل و تخاذل.
امنحي الطفل فترة راحة بين الحين و الاخر و لا تضغطي عليه في الدراسة، فعقله الصغير لا يحتمل التركيز لفترة طويلة دون ان يرتاح، و هو بحاجة الى الترويح حتى لا يشعر بالملل…
أخبري الطفل عن إنجازاتك، و إنجازات والده، عندما كنتما في سنه، و كيف استطعتما تحقيقها رغم صعوبة ذلك، علميه معنى الإرادة و العزيمة، فأنتمابالنسبة له القدوة و المثل الاعلى.
دعيه دائما يسمع منك عبارات التشجيع و التحفيز، و لا تقارنيه أبدا بأحد من أقرانه…
لا تهملي طفلك أبداً، و تابعي وضعه في المدرسة، و تواصلي باستمرار مع مدرسيه من أجل معرفة المستوى الذي وصل إليه طفلك.
ألا تتركيه يدرس بمفرده أبداً يجب أن تكوني معه في لحظات الدراسة.
لا تنعثيه أبدا بالغبي أو الفاشل أو غير ذلك من المسميات التي تعطي نفس المعنى، فذلك يجعله يشعر بالغباء ويعيشه فعلا و لا يبدي اي مقاومة تجاه هذا الغباء أو الفشل، لانه في نظرك ثم في نظر نفسه فاشل و غبي، فما الجدوى إذن من الدراسة و المذاكرة، فذلك لن يجدي نفعا في نظره.
و أخيرا، لا تنسي ان عقله الصغير لن يرقى الى مستوى عقلك الكبير، لذلك حاولي أن تنزلي انت إلى مستواه، و تعاملي معه من منطلق انه صغير العقل و عليك ان تأخذي بيده، في حنان، و صبر، و حلم، و تساعديه حتى يتفتح عقله… و تري ثمرة إنجازك.