هبة زووم ـ ليلى البصري
في العادة، تنسب التعابير الانهزامية، كالخوف و الضعف و البكاء و الهرب… إلى المرأة، و تتناقل الأجيال عبر العصور أقوالاً تحط في العادة من قدر المرأة و قيمتها… و في المقابل، تدعم الرجل دعماً كبيراً…
من الجائز أن تكون المرأة أضعف بنية من الرجل، لكن هذا لا يعني أن جميع النساء يشعرن بالخوف دائما، فالخوف حالة تتعلق بالقوة النفسية، و هذه القوة في العادة، تنشأ من خلال التربية البيئية و التأثيرات المجتمعية و غيرها من الظروف الأمنية و التربوية و حتى الاقتصادية، وهكذا فأن سؤال ( متى تخاف المرأة من الرجل تحديداً؟) يطرح نفسه بقوة.
النساء في العادة هن أجرأ من الرجال في الاعتراف بمشاعر الخوف… فحين تقول تقول لك المرأة بأنها لا تكتم أبداً ما يجول في داخلها من مشاعر خوف ضد أي امر يواجهها، (بغض النظر على أن هناك الكثير من الأمور تشعرها بالخوف، و أهمها الخوف من حياتها المستقبلية… ) هذه المشاعر يرى بعض الخبراء في علم الاجتماع انها ليست مشاعر خوف، و إنما هو عدم الشعور بالاستقرار النفسي، الذي يلقي بظلاله على الدواخل البشرية نتيجة حدث صادم، موضحين أن المرأة في حقيقتها تعاني دائما من عدم الاستقرار، و الذي يعود لأسباب منها ما يتعلق بالمجتمع و نوع العلاقة التي تربطه بالمرأة، و منها ما يتعلق بالرجل و حقيقة مشاعره تجاه هذه المرأة، فالمجتمع ينظر دائما إلى المرأة على أنها تابعة للرجل، و مهمتها الأولى و الأخيرة هي إسعاده و الرضوخ له، فيما ينظر الرجل إلى المرأة على أنها ليست الوحيدة في حياته، و أن هناك بالضرورة نساء أخريات، لافتين إلى أن مثل هذه الأمور تربك الاستقرار النفسي عند المرأة و بالتالي تخلق خوفاً دائماً من المستقبل.
والخوف الذي تتحدث عنه بعض النساء إزاء الرجال، للسعي في إدماج مطالبهن بقوالب التنفيذ، معتقدات أن في إظهار مشاعر الخوف فرصة لاستمالة قلوب بعض الرجال، و الاستعانة بمشاعر الخوف لتحقيق هذه الرغبة ليس بالشيء البسيط، و ليست كل امرأة تستطيع آداء هذا الدور بإتقان…
و قد تتمادى الزوجة في إيهام زوجها بأنها لا تثق به و تخاف من غدره، رغم أن هذا الشيء لا أساس له من الصحة، الأمر الذي يجعل زوجها دائم السعي لإرضائها… هذا النوع من النساء يتفنن في استغلال أي شيء يشعرهن بأن واحدة من نقاط ضعف الرجل، الخوف من الخيانة أو الغدر …، جاء كوسيلة لإرضاء النفس و إشباع غرورها عند بعض النساء.
في داخل كل امرأة نسبة من الخوف، وهذا الخوف يكون أحيانا بسبب عدم الثقة بالنفس أو بالشخص المقابل الذي تتولد هذه المشاعر تجاهه، و المرأة بطبيعتها ذكية و لا تبدي خوفها الحقيقي، إلا إذا كان هذا الظهور لا يشعرها بالضعف أمام الرجل، و الرجل بطبيعته لا يتقبل أي نوع من الخوف، فهناك خوف للمرأة يشعره بعدم ثقتها به، و هناك خوف يشعره بضعف قدراته، بل أن أمقت أنواع الخوف الذي يكرهه الرجل من المرأة هو ذاك الذي يطعن رجولته…
و يبقى أكثر أنواع الخوف، الذي يؤثر كثيراً على حياة المرأة، هو الخوف من الحب لأنه يجعلها تشعر بالضعف، و الخوف من فقدان شخص عزيز.