من هي الزوجة الثانية للرسول ﷺ

هبة زووم ـ ليلى البصري
حزن النبي ﷺ على خديجة حزناً شديداً، لدرجة أن أحداً من الصحابة لم يكن يجرؤ على التحدث إليه في أمر زواجه من بعد الغالية…

لكن خولة بنت حكم لم تستطع السكوت عن هذا الوضع، فقررت التحدث إليه. ذهبت إليه و سألته:
– ألا تتزوج يارسول الله؟
فرد ﷺ بنبرات الحزن و الاسى:
– و مَن بعد خديجة يا خولة؟
قالت:
إن شئت بكراً، و إن شئتَ ثيّباً…
فقال ﷺ: و من البكر؟
قالت:
– ابنة احب خلق الله إليك، عائشة ابنة أبي بكر.
صمت ﷺ قليلا، ثم قال: و من الثيب؟
قالت:
– إنها سودة بنت زمعة، التي آمنت بك و اتبعتك على ما أنت عليه…
و عقد ﷺ على عائشة رضي الله عنها، و تزوج من سودة التي انفردت به لثلاث سنين أو أكثر، حتى دخل بعائشة…
من هي السيدة سودة بنت زمعة (( رضي الله عنها ))؟

هي سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبدود القرشية الكريمة المهاجرة، امها الشموس بنت قيس بن زيد بن عمر، من بني النجار. من فواضل نساء عصرها، كانت، قبل الزاج من النبي ﷺ، متزوجة من ابن عم لها يقال له السكران بن عمرو أخي سهيل بن عمر العامري. كانت سيدة فاضلة جليلة، أسلمت و بايعت الرسول ﷺ هي و زوجها و كانت معه ضمن النفر الثمانية من بني عامر الذين أُخرجوا من ديارهم و أموالهم و فروا بدينهم… توفي زوجها و هم في أرض الحبشة.

تزوجها النبي ﷺ رأفة بها… كانت رضي الله عنها في الخامسة و الخمسين من العمر، حتى أن الناس في مكة آنذاك استغربوا هذا الزواج، و تساءلوا في ارتياب: “” أرملة مسنة غير ذات جمال تخلف سيدة نساء قريش و مطمح انظار السادة منهم؟!؟!؟!

لكنه ﷺ (( … حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم))، تزوجها رأفة بها، و كانت رضي الله عنها تقوم على بيت النبوة و خدمة بنات الرسول ﷺ بصدر رحب و روح مرحة…

مكثت رضي الله عنها في بيت النبوة راضية مطمئنة شاكرة الله الذي تفضل عليها لتكون أما للمؤمنين في الدنيا و زوجاً للنبي الشفيع ﷺ في الجنة.

توفيت السيدة سودة رضي الله عنها بالمدينة في شوال من سنة 54 هجرية، و في رواية أخرى انها توفيت سنة 55 هجرية.
اللهم صل و سلم على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل ابراهيم

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد