برشيد: في عهد العامل أوعبو العربات المجرورة بالدواب تحولت من وسيلة لكسب القوت اليومي إلى وسيلة للاستثمار
هبة زووم – محمد خطاري
تتناسل العربات المجرورة بالدواب بمدينة برشيد كأنها خلايا سرطانية ما يقتضي إجراء عملية جراحية مستعجلة لاستئصالها، حيث تحولت من وسيلة لكسب القوت اليومي، إلى وسيلة للاستثمار، حيث يتم كراؤها للغير بأثمنة تتراوح ما بين 70 و 100 درهم لليوم الواحد، لاستعمالها في أهداف مختلفة من نقل المواطنين وعرض البضائع والسلع داخل شوارع وأزقة حيوية بالمدار الحضري راسمة مشهدا من مظاهر البداوة على عروس الشاوية يؤرخ للعصور الوسطى…
ويبدو أن الأمن الوطني بمدينة برشيد قام ويقوم بتحركات وتدخلات فاعلة وفعالة، لأجل الحفاظ على السير العادي بالطرقات داخل المدار الحضري، والحفاظ على سلامة مستعمليها من المواطنين، رغم تخلف الثنائي المتكون من المجلس البلدي والسلطات المحلية اللذان لم يواكبا تفعيل المقررات الجماعية..
وفي هذا الصدد، أبرز نفس المصدر لهبة زووم أنه بمجرد حجز هذه العربات بالمستودع البلدي يتدخل بعض المحسوبين لإخراجها لأسباب سياسية ما يعيق هذه المجهودات لتنظيم حركة السير والجولان التي تذهب سدى.
وإذا كان القانون يعاقب على العديد من المخالفات التي قد ترتكب من طرف أصحاب العربات المجرورة، وإذا كانت سلامة المواطنين مشتركة بين الجميع من سلطات محلية ومجلس بلدي وأمن ومجتمع مدني، فإن طابع المنطقة الفلاحي يستوجب على جميع المتدخلين في شؤون المدينة خصوصا و أن المدينة عاصمة القيام بتنظيم أصحاب هذه العربات والتدخل لأجل توعيتهم بواقعهم، مع ضرورة التعاون لما فيه مصلحة الجميع، خدمة لسلامة البيئة وصحة المواطنين والحفاظ على جمالية المدينة وحرية التنقل بسلام في الشوارع، وإيقاف نزيف الحوادث المؤلمة التي تقع بين الفينة والأخرى بسبب هذه العربات.
وأمام ما يحدث، أصبحت ساكنة برشيد تحلم بمدينة تأويهم، يرفضون أن تظل برشيد مدينة العربات المجرورة بامتياز، بل يتوقون إلى فضاء أجمل يكبر فيه أطفالهم بعيدا عن عربة وحمار يتقاسم معهم الطريق والسير والأكل والنوم أحيانا.