afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

الرشيدية: البرلماني بنلفقيه وسياسة بيع الوهم للوداديات السكنية بالرشيدية

هبة زووم – طه المنفلوطي
ما يزال مفهوم الممارسة السياسية في بلدنا ملتبس لدى بعض البرلمانيين بالرشيدية، فهم يربطونها، إما بحجم جمهور الأتباع والمريدين والمطبلين والمزمرين، أو بحجم التمثيل في المؤسسات الرسمية.
الأكثر من هذا وذاك أنهم يعتبرونها فضاء لتحقيق المصالح الشخصية، ووسيلة للتنفيس عن العُقد والأحقاد الشخصية، وغاية لتحقيق نزوة امتلاك السلطة والتحكم، في حين يغيب تماماً عن قاموسهم مفهوم المصلحة العامة التي تؤسس مشروعية العمل المعقول.
وغالبا ما ينتجون بمجرد وصولهم الى مناصب السلطة خطابا سياسيا مأزوما بالشخصنة، في وطن يغرم فيه الجمهور بالزعامات الكلامية ويعشق الذوبان في أوصافهم وخرجاتهم العنترية ومقولاتهم من دون تقييم أفعالهم ومواقفهم.
لذلك تكون أغلب مواضيعهم عبارة عن شعارات فضفاضة خاوية تميل الى استغفال الرأي العام وتشتيت أنظاره وإدخاله في سجالات سياسية استعراضية بعيدة كل البعد عن القضايا الرئيسة والمصيرية التي تتعلق بحياة المواطن وكريم عيشه.
وفي هذا السياق، حاول البرلماني الاستقلالي مولاي الحسن بنلفقيه بيع الوهم للوداديات السكنية بالرشيدية، عبر منشور له بصدر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك قبل أسابيع، حاول من خلاله التأكيد على أنه قد انتزع وعدا من وزير الداخلية بخصوص خفض الثمن المحدد لاقتناء أراضي الجموع من أجل تسوية وضعية الوداديات السكنية التي عمرت ردها من الزمن، وهو الأمر الذي يناقضه الواقع لأنه السيد البرلماني يعرف قبل غيره أن سومة الاقتناء لا يمكن مراجعتها بأية حالة من الأحوال كونها قد حددت سلفا، رغم المحاولات العديدة لحزب العدالة والتنمية في هذا الملف تحديدا وفشله رغم رئاسته للحكومة لفترتين.
ونحن بدورنا نهمس في أذن السيد البرلماني أن من يريد حلا لهذا الموضوع، الذي استهلك من قبل جميع الأحزاب، فإنه حله بسيط جدا وهو توفير ثمن الاقتناء لهذه الوداديات، إما عبر شراكة مع مجلس الجهة أو عبر الاتصال مباشرة بعبد المجيد الحنكاري العامل مدير الشؤون القروية بوزارة الداخلية لإيجاد صيغة قانونية لتقسيط مبلغ الاقتناء، وغير ذلك لا يعدو سوى بيع وتسويق الوهم للساكنة..؟؟؟
مرة أخرى يؤكد البرلماني بلفقيه عجزه الكبير في التمييز ما بين التواصل السياسي المبني على اللغو والثرثرة اللغوية والسطحية، وأن أي تعهد غير مرفوق بآليات إجرائية واقعية، ولا مقرون بوسائل والبنيات المعتمدة لتنزيلها فهو سراب في سراب، الخوض فيه عبث، وانتقاده مضيعة للوقت والجهد، لأنها لا تعدو أن تكون مجرد ” سلوكية”.
هذا الانفضاض عن السياسة نحو “وهم السياسة”، هو ما يترك الحياة السياسية فضاءً لتحقيق المصالح الشخصية، في المال والجاه والنفوذ، لدى الممسكين بزمام الشأن الحزبي بالراشيدية، بحيث أصبحت الغاية لديهم تبيح الوسيلة، حتى ولو تعلق الأمر بوعود كاذبة تجعل المواطن يشعر بأنها وعود تستصغر ذكائه بل وتستحمره.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد