هبة زووم – ياسير الغرابي
الاغتناء على ظهر المواطن الحمري المغلوب على امره لعبة اصبح يتقنها الجاهلون والأميون و حتى المتعلمون، لا ألوم أحدا على ذلك لأن المثل الشعبي المغربي الذي يقول “المال السايب كيعلم السرقة”، كاف بأن يفسر الواقع المعاش بإقليم اليوسفية.
و هنا سأقف حتى اشرح أني لا أتكلم عن ميزانيات العمالات أو الجماعات أو المجالس المنتخبة وإنما أتكلم عن مخططات الدولة، وعلى رأسها المخطط الأخضر، التي فشلت وأفلست و إغتنى على حسابها كل من يشتغل في هذا المجال، فممثلة وزارة الفلاحة المديرية الإقليمية لأسفي واليوسفية التي تؤشر على تنفيد المشاريع الفلاحية من طرف مقاولات مختصة في الأشغال الفلاحية أصبحت لديها ارقام فلكية في حساباتها البنكية وما لديها من وثائق لديون في ذمة الفلاحين حدث ولا حرج و هي بالأمس القريب لم تكن لديها ابسط الإمكانيات أو التجهيزات.
فالسؤال الذي يطرح نفسه هو هل هناك علاقة مشبوهة بين تلكم المقاولات و مسؤولي المديرية في شخص مديرها ورؤساء مصالحها و المهندسين، أطباء والخبراء ومكاتب الدراسات المعتمدة وتقنيون وكل المتدخلين في القطاع و المعهود لهم متابعة تلك المشاريع من تهيئة و حفر الآبار وكل الأشغال المرتبطة بالأرض الفلاحية، وأيضاً بنسبة لتربية المواشي وتوزيع البدور والأعلاف، حتى السلطة الإقليمية من هرمها إلى اعوانها يتحملون مسؤولية قانونية وتاريخية من خلال المبادرة الوطنية لتنمية البشرية والآبار التي يتم حفرها ليلا دون ترخيص التي تستنزف الفرشة المائية و في كل ما يجري في هذا القطاع الذي يبيض ذهب.
و في هذا الإطار، وبمقارنة بسيطة بين الأقاليم المجاورة يقف كل متتبع لهذا الشأن مذهولا أمام التنمية والتطور والامكانيات التي وفرها مخطط المغرب الأخضر وحجم المحاصيل والمردودية الكبيرة التي عكف على إنجاز مشاريعها، من لا يرضون على انفسهم أكل السحت و الربا و مال الرشاوي الدسمة، وأصبحوا و انجازاتهم أمثلة يحتدى بها وطنيا و دوليا إلا بإقليم اليوسفية الذي تعتبر أراضيه مناطق عذراء و مياه العذبة لبنة أساسية لكل استراتيجية فلاحية، لكن واقع الحال يقول العكس و خير مثال على ان بلاد احمر هي ارض خصبة هو مشروع الشركة الملكية “أوناگري”، الذي ينتج الحوامض ذات الجودة العالية والمعدة للتصدير في ذلك المربع الصغير دليل على ان هناك خلل يجب تشخيصه و معالجته بإيفاد المفتشية العامة لوزارة الفلاحة و المجلس الأعلى للحسابات لهذا الاقليم الذي يعاني من مشكل الانطلاقة الاقتصادية رغم كل الثروات الطبيعية التي يزخر بها.
تجدر الإشارة ان الجفاف الذي تعاقب لسنوات على اقليم اليوسفية سبب من الأسباب الذي اثر بشكل مباشر على القطاع الفلاحي يليه عدم وجود مديرية إقليمية بتربته تنكب على معالجة المشاكل الراهنة و عامل اقليم اليوسفية المسؤول الأول عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي صرفت أموال طائلة دون نجاعة تذكر.

تعليقات الزوار