حفيظة خيي تدخل المديرية الجهوية للثقافة بالدار البيضاء زمن العشوائية والارتجال والجري وراء المهرجانات
هبة زووم – الحسن العلوي
رغم أن مقتضيات دستور المملكة لسنة 2011، جاءت لتكرس مبادئ تكافؤ الفرص والاستحقاق والشفافية والمساواة والنزاهة، خاصّة في ما يتعلّق بالتعيين في مناصب المسؤولية بهدف اختيار الأطر ذات الكفاءة العالية، القادرة على تحمل المسؤولية التدبيرية للمرافق العمومية التي تخضع في تسييرها للمبادئ والقيم الديمقراطية التي أقرّها الدستور تأبى بعض الممارسات الحزبية والشخصية الضيقة إلا أن تضرب بعرض الحائط مبدأ الحياد والشفافية والنزاهة والمصلحة العامة.
أكثر من ثماني سنوات لم يسجل على حفيظة خيي منذ تم استقدامها لتدبير إدارة المديرية الجهوية للثقافة، خصوصا بعد فوزها بالدعوة القضائية التي رفعتها ضد وزير الثقافة الأسبق الصبيحي سنة 2016.
أكثر من ثماني سنوات لم يسجل أي تحرك يعطي الانطباع للمشتغلين بالمجال بأن حفيظة خيي عازمة على إعطاء دينامية للقطاع بأقاليم الجهة، وتبوئه المكان الذي يستحق، غير الجري وراء المهرجانات، كما هو حال مهرجان العيطة المرساوية بمدينة سطات على أمل أن تجد ما تصبو إليه.
يبدو أن حفيظة خيي المديرة الجهوية للثقافة لم تستوعب بعد وهي الضليعة في إخراج العديد من المهرجانات، منذ أن أصبحت على رأس المديرية الجهوية، أن هذه المهرجانات ليست فقط بيئة خصبة لتبادل المعرفة والثقافة، وأن دورها وأهميتها يقتصر على تشجيع الجانب الثقافي من أجل التنشيط والمساهمة في تحريك المنتوج المحلي، ولكن هي فرصة لخلق دينامية ثقافية محلية ترمي لتحريك عجلة الثقافة المحلية، التي هي ضمان وخزان لحفظ الموروث الثقافي.
فهل حقق مهرجان العيطة المرساوية أو باقي المهرجانات التي تشرف عليها السيدة هذه الغاية؟ بالطبع لا، ومن ينكر، عليها فقط أن يلقي نظرة على أحوال الثقافة، وما آلت إليه وضعية الصناعة الثقافة بالجهة في عهد السيدة المديرة، تعود على تدبير قطاع بقليل من الحكمة وكثير من العشوائية والارتجال.
وقبل الختام لابد أن نوجه للسيدة المديرة الجهوية سؤال لطالما شغل بالنا، على أن نعود إليه بالتفاصيل في مناسبة قادمة، يتعلق الأمر بموضوع الشركة التي تم تكليفها بإعداد المهرجان وما يرتبط به، وما إن تم في هذا التكليف مراعاة المساطر المنصوص عليها في القانون الخاص بالصفقات العمومية أو أشياء أخرى؟ لأن السكوت على مثل هذه الأشياء يطلق العنان للتأويلات وعلى حد علمنا “قشية” المديرة الجهوية لا تحتمل.. يتبع