هبة زووم – محمد خطاري
يستطيع المتتبع العادي للشأن المحلي بفاس أن يكتشف حجم الخسران الذي مني به الرئيس المخلوع نسبة إلى الخلعة وهو يخرج إلى الناس بوعود عرجاء منتفخة متورمة، يستمر الشعور بالإحباط عندما نسترجع المشاريع الهلامية وجاذبية المسرحيات.
يستطيع المواطن الفاسي المغبون أن يكتشف أن سيرك كليلة ودمنة لم يعد مقنعا بالمرة أن نبرر به كل هذه التناقضات التي تعيش على وقعها العاصمة العلمية، ويصبح حجة عكسية تعود مرتدة لصدر صاحبها بعد فوات الأوان..
وقد ظهر فشل رئيس جماعة ومكتبه في تسيير جماعة فاس، بشكل واضح ومن خلال مؤشرات واضحة لا يمكن نكرانها أو التغطية عليها بطرح اكراهات وتبريرات تزيد الطين بلة، من خلال تراجع جودة الخدمات، واستفحال ظاهرة الملك العمومي، قطاع الانارة العمومية وعيش مجموعة من الإحياء وشوارع المدينة تحت وطأة الظلام، توقف مشاريع البنية التحتية خصوصا قطاع الطرقات والعديد من مؤشرات الفوضى العارمة التي لم يسبق لفاس أن عاشتها.
العاصمة العلمية اليوم في عهد الرئيس البقالي دخلت عصر الظلام بعد أن كانت منارة يهتدي بها كل من تاه من أفريقيا جنوب الصحراء إلى أوروبا، إلا أنه اليوم وبعد وصول مجموعة مسيرة إلى دفة الحكم أثبتت الأيام فسادها وأطاحت محاكم فاس بأكثرها ورمت بهم في سجن بوركايز، ظهر بشكل لا تخطئه العين ما حدث في موقعة 8 شتنبر، وكيف سمح لهذه الأسماء للترشح والوصول إلى كراسي المسؤولية وكل التقارير كانت تقول بفسادها.
رئيس جماعة فاس اليوم يعيش حالة من التيه والشرود السياسي بسبب عجزه عن إيجاد شفرة من شأنها خلق الانسجام بين مكونات مكتبه من جهة والأغلبية من جهة أخرى وهو ما ينعكس سلبا على مؤشرات التنمية المحلية، ناهيك عن الصراعات الداخلية التي استنزفت كل الجهود في خلق التجانس والانسجام بين مكونات المجلس، والنظر إلى التسيير من زاوية الغنيمة وتحقيق المكاسب والأجندات الشخصية الضيقة.
ما حدث ويحدث بفاس يتحمل مسؤوليته الكاملة الوالي زنيبر، الذي أخطا في أول مرة بالسماح لكل هذه الأسماء الفاسدة بالترشح ودخول غمار الانتخابات أصلا، ويكشف بالملموس عقلية الرجل بعد العشر سنوات التي فضاها الرجل على رأس الإدارة الترابية بفاس المعتمدة على أنا أنا ومن بعد الطوفان، وظهر ذلك جليا عندما ظل صامتا أمام وصول أناس إلى دفة التسيير، زادهم الوحيد الشيكات والكاش، وهو الأمر الذي تكشف مع توالي الأيام وأمام المحاكمات والفضائح التي أزكمت الأنوف.
الأخطاء المتتالية التي تعيش على وقعها فاس والتي حولتها إلى عاصمة للفوضى بامتياز، جسدت غياب رؤية استشرافية لدى القائم على شؤون ولاية فاس مكناس، وأعطت الإنطباع على أن الولاية ليست بين أيادي آمنة قادرة على الابتكار وإبداع استرتيجيات عملية قادرة على تحويل عبث التدبير إلى دينامية فعالة وناجعة.
بمعنى آخر ما جدوى الوالي زنيبر، الذي أصبح جزءا من المشكل إن لم نقل هو المشكل نفسه، وهو ما أصبح يستدعي المساءلة عملا بقاعدة ربط المسؤولية بالمحاسبة، أم أن مسؤولي فاس بقيادة الوالي زنيبر يخرجون عن هذه القاعدة؟
تعليقات الزوار