فاس: استفحال جرائم المال العام بولاية الجهة أولى الملفات الحارقة على طاولة الوالي الجامعي

هبة زووم – الحسن العلوي
في ظل استفحال جرائم المال العام بولاية جهة فاس مكناس، أو ما يصطلح عليه بـ”المال السايب”، نتساءل عن جدوى دسترة المجلس الأعلى للحسابات؟
هذا المجلس الذي رصدت له ميزانية ثقيلة ليقوم باللازم من اجل اعداد تقارير واحالتها على النيابة العامة، بل أكثر من ذلك أعدت هذه المؤسسة الدستورية تقارير تفيد اختلاس كبار موظفي الدولة لأموال دافعي الضرائب دون أن تحرك ضدهم المتابعة؟
لا شك ان الجواب على هذا السؤال لن يفيد في شيء قبل الافراج عن مسودة القانون الجنائي الذي حكم عليه بالإقامة الجبرية في غرفتي البرلمان بين أيدي نواب الأمة المعارضون للفصل المتعلق بالإثراء غير المشروع، و الذي قد يرسل عددا منهم الى السجن بسبب صعوبة تبرير الثروة.
واذا كانت جرائم المال العام من الجرائم المستفحلة بشكل مهول في الاونة الاخيرة بجهة فاس مكناس في عهد الوالي زنيبر، فإنما يعود إلى ازدواجية السلطة و السياسة و المال.
وحيث أن السياسي الجشع يظفر بصفقات بطرق غير قانونية باسم شركات يديرها اقرباؤه المستثمرين، و الشركات التجارية العائلية لذوي النفوذ، وكثيرا ما يمتد الى التواطؤ في شبهة الاستيلاء على الاراضي و العقارات بطرق مشبوهة وغير أخلاقية.
كما قد يستعمل المنتخب السياسي والمحسوبين على هيئات المجتمع المدني، الأموال العامة خارج السياق المخصص لها و تبديدها بغير وجه حق، فهده الجرائم تنزل مرتكبيها منزلة الموظف العمومي، لأنها تجسد إعتداء صريحا على المال العام من اطراف لا ينتمون للقانون المنظم للوظيفة العمومية.
ويعتبر كل شخص وضعت تحت يده أموال عامة في حكم الموظف العمومي، حتى و لو لم يكن كذلك وفق مفهوم الفصل 224 من القانون الجنائي المغربي، لكونه أصبح ضمن دائرة الثقة العامة، ويتابع تبعا لذلك من أجل جرائم المال العام، بدلا من متابعته بجرائم السرقة و خيانة الأمانة، فقد يكون هذا الشخص مستخدما بالقطاع الخاص.
ولكنه يعامل في هذه الحالة معاملة الموظف العمومي، لكونه مسؤول عن صرف المال العام، و هذا يدخله في باب تقديم خدمة ذات نفع عام وفق مفهوم الفصل السالف الذكر، غير أن القانون وحده يبقى قاصرا لردع ناهبي المال العام، دون إرادة سياسية وقضاء فعال يتمتع بكامل القوة والاستقلالية.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد