هبة زووم – حسن لعشير
تشهد مدينة الفنيدق هذه الأيام حالة من التأهب الأمني القصوى غير المسبوقة لدحض دعوات الهجرة الجماعية إلى مدينة سبتة المحتلة سباحة، حيث تواصل السلطات الأمنية تعزيز مختلف الوحدات والتشكيلات لحماية المدينة من أي تهديد محتمل وتطويقها بشكل محكم، قوامه الحفاظ على الأمن والنظام العام.
وقد شملت هذه التعزيزات الأمنية عناصر من قوات الأمن الوطني، مدعمة بعناصر من القوات المساعدة إضافة إلى فرق التدخل السريع، وحدات مكافحة الشغب، معززة بفرق الشرطة العلمية والتقنية والكلاب المدربة.
وما يثير الانتباه في هذه الإجراءات الأمنية هو أن المجهودات الأمنية هاته لا تقتصر على حماية الحدود البحرية المؤدية إلى شواطئ سبتة المحتلة فقط، بل تشمل أيضًا تعزيز الرقابة البحرية عبر الدرك البحري والبحرية الملكية، للتصدي لمحاولات الهجرة السرية ووقف نشاط الشبكات التي تتاجر بالبشر.
وفي هذا السياق، تلعب القوات الأمنية التابعة لولاية أمن تطوان دورا حاسما في التصدي لهذه الظاهرة التي ما فتئت تهدد الاستقرار الاجتماعي والاقتصاديب بمدينة الفنيدق.
ورغم أهمية هذه المجهودات الجبارة التي يخوضها جهاز الامن الوطني، فإن نجاحها يتطلب دعما معنويا وتعاونا من جمعيات المجتمع المدني والمواطنين الفضلاء الذين لهم غيرة على هذا البلد، لأن الأمن والاستقرار مسؤولية مشتركة بين جميع الأطراف ولا تقتصر على الأجهزة الأمنية فقط.
وحسب مصادر أمنية رفيعة المستوى أن الهدف الأساسي من هذه التدابير الأمنية هو تجفيف ينابيع الهجرة غير الشرعية عبر محاربة المهربين وتجار البشر الذين يستغلون الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية، ويؤججون الحماس في صفوف الشباب والقاصرين لإلقاء بانفسهم في عرض البحر هدية للحيتان المفترس ، ويسعى الجميع إلى تحقيق بيئة آمنة ومستقرة للمواطنين، مع ضمان استمرار المراقبة واليقظة ضد أي تهديدات.
هذا، وتعتبر مدينة الفنيدق نموذجًا للتعاون بين الأجهزة الأمنية والمجتمع المحلي، حيث تتجسد المسؤولية المشتركة في مواجهة التحديات الأمنية، وتعزيز الأمن والاستقرار لأجيال المستقبل.
كما تجدر الإشارة إلى وجوب تدخل الحكومة باقرار نظام من شأنه يهدف إلى كل من تم إيقافه في هذه الحملات من فئة الشباب اخضاعه اجباريا لأداء الخدمة العسكرية وهو واجب وطني لا يمكن الاستغناء عنه تحسبا وترقبا لاي عداء يمس البلد.
أما كون ان الأجهزة الأمنية تبذل قصارى جهدها بجميع معداتها اللوجستيكية والتقنية والموارد البشرية في ايقاف طوابير من المهاجرين غير الشرعيين ويتم الافراج عنهم وترحيلهم الى المدن التي انحدروا منها، لهذا لابد من تظافر جهود مشتركة بين أجهزة الدولة المختلفة لوضع حد للهجرة الجماعية في صفوف الشباب.

تعليقات الزوار