هبة زووم – الحسن العلوي
اختلالات الحقل بعمالة الفقيه بنصالح باتت تخرج عن السيطرة، بحيث ما يزال مفهوم الممارسة السياسية في بلدنا ملتبس لدى بعض السياسيين، فهم يربطونها، إما بحجم جمهور الأتباع والمريدين والمطبلين والمزمرين، أو بحجم التمثيل في المؤسسات الرسمية.
الأكثر من هذا وذاك أنهم يعتبرونها فضاء لتحقيق المصالح الشخصية، ووسيلة للتنفيس عن العُقد والأحقاد الشخصية، وغاية لتحقيق نزوة امتلاك السلطة والتحكم، في حين يغيب تماماً عن قاموسهم مفهوم المصلحة العامة التي تؤسس مشروعية العمل السياسي.
في اعتقادي، كان على وزارة الداخلية ومعه ولاية الجهة أن تتحرك منذ اليوم الذي توبع فيه الرجل القوي محمد مبدع، وركن الرجل المسؤول عن هذه الأخطاء كلها جانبا في انتظار معرفة ما يحدث، فما حدث يستدعي المحاسبة وغير ذلك سيجعل الأمور تخرج ربما عن السيطرة.
هذا الانفضاض عن السياسة، نحو “وهم السياسة”، هو ما يترك الحياة السياسية فضاءً لتحقيق المصالح الشخصية، في المال والجاه والنفوذ، لدى الممسكين بزمام الشأن الحزبي.
بحيث أصبحت الغاية لديهم تبيح الوسيلة، حتى ولو تعلق الأمر بوعود كاذبة تجعل المواطن يشعر بأنها وعود تستصغر ذكائه وتستحمره، فكيف يأتي اليوم حزب تحمل مسؤولية حكومية طيلة سنوات، وكان مكونا لحكومات تعاقبت على تدبير الشأن العام، ولم تطبق يوما ما جاء به أخنوش اليوم من وعود؟
كيف يمكن لحزب أرهق جيوب المغاربة؟ إن الوعود الأخيرة المغرية التي أطلقها حزب الأحرار، تركت مفعولا عكسيا، وبقدر ما ستضر بصاحبها وحزبه، بقدر ما تزيد من خفض منسوب الثقة لدى المواطن في السياسة ككل، فرحمة بهذا المواطن فقد وصل السيل الزبى.. بحيث واصل العامل القرناشي نفس الأخطاء في الانتخابات الجزئية الأخيرة ولم يتعلم من درس مبدع؟؟؟
تعليقات الزوار