هبة زووم – محمد خطاري
حينما يتأمل الإنسان الحياة ويسترجع تاريخ الذكريات ويتملى ما وراء الأحداث، لا شك أنه سيُبصر معنى جليلا وسنة ساطعة وقانونا ساريا ودرسا بليغا: إن ما عندنا ينفد وما عند الله باق.
إن الحياة الدنيوية هي محطة في نهاية المطاف، إنها مسرحية مُخاتلة، إنها موطن لصقل إنسانية الإنسان.. كانت ومازالت لاختبار الأعمال الجادة المُتصدية لأعباء الاستخلاف.
إن السعادة الكاملة “وهم” كبير في الدنيا، واللذة الحقيقية “أكذوبة” مكشوفة في هذه الحياة، حيث أن الشوق يملأ الإنسان دوما إلى عالم أفضل يجتاز فيها هذه المشاق وهذه المصاعب التي تَحُول دون حيازته للذة الحقيقية وللسعادة العميقة.
اليوم ساكنة ورزازت أصبحت تائهة بل حائرة لمن تشتكي، حتى إسم عاملها أصبحت تغلط فيه بين جاحظ وجهيد، وكأنها تتأكد يوما بعد يوم، ومع فضيحة بعد أخرى أن مدينة ورزازات قد طبّعت مع الفساد، حتى صار جزءا من بنيتها تحميه أطراف من داخل المؤسسات سواء المنتخبة أو الإدارية.
فعلى الرغم من توفر الآليات الدستورية والتشريعية والمؤسساتية (الدستور، المجلس الأعلى للحسابات، اللجنة الوطنية لمكافحة الفساد..) فضلا عن الهيآت غير الحكومية التي يبدو أن السلطتين معا للأسف لا تتعاملان مع تقاريرها بالجدية والحزم اللازمين، يسجل الرأي العام الإقليمي الذي لم تعد تخفى عليه ملفات الفساد وضلوع مسؤولين فيها تراخي السلطة وتساهلها مع لوبياته بشكل غير مفهوم مما يثير الشكوك حول صدقية وجدية خططها لمحاربة تفشيه.
إن معنى الحياة غير قابل للتحديد، هذا أمر أكيد.. لكن يمكن القول، إن العيش على أمل مزدوج سيُقرب الإنسان من ملامح معنى الحياة.
من جهة، الأمل في تحقُق مطالب الدنيا والجهد المبذول لأجل ذلك يجعل الإنسان سعيدا لأنه يرتبط بنقطة وصول يتصورها بخيال خصب، ومن جهة ثانية، الأمل في ما عند الله من نعيم يجعل الإنسان غير متحسر بشكل كبير على سقطاته وكبواته لأنه يرمق ويستقبل أمرا باقيا ويستدبر أمرا فانيا محدودا.
تعليقات الزوار