تساهل عامل زاكورة مع زراعة البطيخ الأحمر يدفع جمعية بيئية لمراسلة وزير الداخلية

هبة زووم – زاكورة
يعيش إقليم زاكورة، المعروف بواحاته الخضراء وثرواته الطبيعية، أزمة مائية حادة تهدد مستقبله، فبعد سنوات من الجفاف المتتالي والتغيرات المناخية المتسارعة، باتت الموارد المائية شحيحة، مما أثر بشكل كبير على الزراعة والسكان.
وتعد زراعة البطيخ الأحمر، التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، أحد أهم الأسباب التي تفاقمت بها هذه الأزمة.
على الرغم من صدور قرارات بمنع أو تقنين هذه الزراعة، إلا أنها لا تزال تمثل تحدياً كبيراً، حيث يتحايل بعض المزارعين على هذه القوانين سعياً وراء الربح السريع.
وفي هذا السياق، حذرت جمعية أصدقاء البيئة بإقليم زاكورة من تداعيات استمرار زراعة البطيخ الأحمر بالمجال الترابي لإقليم الصحراوي الذي يعاني من أزمة مائية صعبة ومقلقة، مشيرة إلى أن الإقليم انتقل من مرحلة الخصاص الماني إلى مرحلة العجز المائي بسبب التغيرات المناخية والجفاف الحاد الذي نتج عنها.
هذا، ونبهت الهيئة المذكورة، في مراسلة لها موجهة لوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، من أن الإقليم أصبح يعرف استنزافا مفرطا للثروة المائية جراء إقحام زراعات دخيلة مستهلكة للماء البطيخ الأحمر مما كان له انعكاس خطير وبالغ الأثر على الإنسان والمجال، وتدهور الواحات وتراجع مساحتها، مما دفع جزءا كبيرا من الساكنة إلى الهجرة بحثا عن حياة أفضل ونظرا لهذا الوضع المزري.
وأكدت الهيئة المذكورة، في مراسلتها المؤرخة بتاريخ 09 دجنبر الجاري، على أنه قد سبق لها أن راسلت عامل إقليم زاكورة في الموضوع بتاريخ 22 غشت 2024 ملتمسة منه التدخل وفق اختصاصاته لحماية الملك العام الماني، بإصدار قرار عاملي يمنع بمقتضاه زراعة البطيخ بنوعيه الأحمر والأصفر بالمجال الترابي للإقليم باعتباره زراعة دخيلة ومضرة بزراعة النخيل الاستراتيجية التي تشكل المورد الأساسي والنشاط الفلاحي الأساس للساكنة المحلية.
هذا، وعبرت الجمعية عن أسفها بقيام عامل الإقليم بإصدار قرار عاملي بتاريخ 11 أكتوبر 2024 ينسخ قرارين سابقين صدرا خلال الموسمين الفلاحيين السابقين لم يؤديا إلى النتيجة المرجوة في تقنين هذه الزراعة، إذ تزايدت عكس ذلك المساحات المزروعة بشكل لافت وارتفع الإنتاج بسبب التحايل على هذين القرارين الشيء الذي كان من نتائجه استفحال الوضعية المائية وتأزمها هذا في الوقت الذي اتخذ فيه عمال الأقاليم المجاورة تنغير وطاطا قرارات حكيمة تمثلت في المنع الكلي لهذه الزراعة.
ودعت جمعية أصدقاء البيئة بزاكورة وزير الداخلية للتدخل بشكل عاجل لوضع حد لهذا الوضع المزري بالإقليم، حماية للأمن المائي ورفعا للضرر الذي طال الإنسان والمجال على حد سواء، كون الوضع أصبح مقلقا بشكل كبير، تقول الهيئة.
إن أزمة المياه في زاكورة تستدعي تضافر جهود الجميع، من الحكومة إلى الفلاحين إلى المواطنين، للبحث عن حلول مستدامة تضمن الحفاظ على هذا الإقليم الغني بتاريخه وحضارته، فهل نسمح بأن يضيع مستقبل الإقليم بسبب شجع وطمع فئات تبحث عن مصالحها الخاصة؟

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد